المعارضة السورية: أزمة داخل النظام.. والبحث عن منفى للأسد

الاقتراب من مشروع معدل في مجلس الأمن * القتل مستمر في ريف دمشق وحماه تحت الحصار * الجيش الحر: تواجهنا مع عناصر حزب الله في أكثر من مكان وقتلنا منهم

محتجون يطالبون بسقوط الأسد بالقدسية قرب دمشق أول من أمس (رويترز)
TT

أكد أحمد رمضان، رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»، أن خروج بشار الأسد للمنفى «عرض سبق له أن نوقش بين القيادات العسكرية المحيطة بالنظام وأهمهم ماهر الأسد وآصف شوكت، اللذان يبدو أنهما عارضا هذا الطرح». واعتبر رمضان أن إعادة طرح هذا الخيار ليست بالأمر المستبعد، لا سيما بعدما شعر النظام أن وضعه يتقهقر يوما بعد يوم، لافتا إلى أن المعلومات التي يملكها المجلس الوطني تشير إلى وجود أزمة داخل النظام، وهي ليست على مستوى القاعدة العسكرية المتوسطة أو الدنيا، بل في أوساط كبار العسكريين. كذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين غربيين أن الولايات المتحدة وحكومات أوروبية ودولا عربية بدأت ببحث فكرة خروج الرئيس السوري بشار الأسد إلى المنفى وأن هناك 3 دول مقترحة, كما أعلن أمس الرئيس التركي عبد الله غل أن تركيا قد تفكر في منح اللجوء لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد. وعلى صعيد مناقشات مجلس الأمن أكدت مصادر التوصل الى تعديل مشروع القرار الذي تقدم به المغرب، بطريقة ترضي روسيا بما لا يتضمن الاشارة الى تنحي الاسد او فرض عقوبات.

من جانبهم قال دبلوماسيون غربيون إن المشروع المعدل يتبنى المبادرة العربية بالكامل والتي تتضمن تسليم الأسد صلاحياته لنائبه، وقالوا إنه ليس ضروريا أن يتضمن القرار كل حرف لكنه يحتوي نفس المعنى؛ في إشارة إلى الخطة العربية.

وفي لقاء مع شبكة «سي إن إن» قال نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية إنه قد نصح الأسد أن يتعلم من درس مصر، فحينما ينزل الناس إلى الشارع لا بد من الاستجابة لمطالبهم. وقال إن المشروع المخفف الذي يجري بحثه في مجلس الأمن حاليا لإرضاء الروس سيشكل ضغطا على القيادة السورية لأنهم سيدركون أن روسيا لن تستطيع الوقوف إلى جانبهم إلى الأبد.

ميدانيا واصل النظام السوري أمس حملته الأمنية ضد مناطق عدة في حمص وإدلب وريف دمشق وريف درعا، حيث اقتحمت آلياته العسكرية بلدة الجيزة (ريف دمشق)، وتم قصف عشرات المنازل بالمدفعية مع إغلاق مداخل البلدة كافة.

وأغلقت القوات السورية الساحات العامة في حماه، أمس، بعد أن سكب سكان الطلاء الأحمر على الأرض في رمز للدماء لإحياء الذكرى الثلاثين للمذبحة التي ارتكبها الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار الأسد، خلال انتفاضة على حكمه في الثمانينات. وقال سكان، إن الدبابات سدت الساحات الرئيسية في المدينة لمنع المظاهرات. وقال ناشط في حماه «يريدون طمس الذكرى ولا يريدوننا أن نتذكر.. لكننا لن نقبل هذا».

وأكدت مصادر في «الجيش السوري الحر»، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن عناصر الجيش في الأراضي السورية اصطدموا مع وحدات من حزب الله اللبناني في أكثر من منطقة، مشيرا إلى أن عدد هؤلاء والجنود الإيرانيين في تزايد في الداخل السوري لمؤازرة الوحدات الموالية للأسد في ظل انعدام الثقة بالجيش النظامي السوري الذي يصاب بالانشقاقات في كل مرة يتم الضغط عليه.