سوريا: مجزرة.. ومنازل تدك بالصواريخ

134 قتيلا على الأقل في خميس «الغضب من إيران» وبابا عمرو وباب السباع يتعرضان لقصف متواصل وتدمير 80 منزلا في ريف دمشق والزبداني * الصين تعلن استعدادها للتعاون مع واشنطن وتستقبل وفدا من المعارضة السورية * كاميرون: الأسد مصمم على قتل شعبه

أحد المنازل المقصوفة يشتعل في حمص .. ومقاتلون من الجيش الحر في إدلب أمس .. ودبابة تابعة لنظام الأسد أمس في إدلب (أ.ب)
TT

شهدت سوريا خميسا داميا سماه نشطاء الثورة خميس «الغضب من إيران» بينما توسعت المجزرة من حمص لتشمل مناطق ريف دمشق، وبالتحديد الزبداني ومضايا، حيث استمرت عمليات القصف لليوم التاسع على التوالي، وأُعلن عن سقوط عدد من القتلى وتدمير عدد كبير جدا من المنازل «يتجاوز الـ80 منزلا»، وسقوط عدد غير معروف من الجرحى. وقال ناشطون إن أكثر من 134 شخصا قتلوا أمس في سوريا، معظمهم في حمص، في قصف للجيش النظامي تستخدم فيه الدبابات. وفي حي الوعر قال سكان إنهم سمعوا طيلة نهار أمس أصوات إطلاق صواريخ من الكلية الحربية في حي الوعر تجاوز عددها الـ55 صاروخا بشكل متتال على المنازل.

وارتفعت حدة مناشدات أهالي مدينة حمص يوم أمس لإغاثتهم من القصف العنيف الذي يتعرضون له منذ أسبوع، فعدا النداءات التي وجهت إلى أهالي مدينتي دمشق وحلب للنزول إلى الشوارع وتخفيف الضغط عن مدينة حمص وريفها، وجه سكان من حي بابا عمرو الذي تدكه قوات الجيش النظامي بمختلف أنواع القذائف المدفعية نداء إلى علماء المسلمين عامة وعلماء الخليج بشكل خاص لإنقاذ مساجد حمص.

في غضون ذلك, بدأ المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعات في قطر برئاسة برهان غليون بهدف بحث التطورات والمستجدات المأساوية في سوريا. وفي إشارة إلى امكانية تبديل موقفها، أعلنت الصين التي استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار سوريا في مجلس الأمن أمس على لسان نائب وزير خارجيتها عن استعدادها للتعاون مع واشنطن في المجلس بشأن سوريا، وأكدت أن وفدا من المعارضة السورية زار الصين هذا الأسبوع والتقى نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو ويمين عن رغبة الصين في الحفاظ على التواصل مع الجماعات السورية المعارضة.

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يبدو مصمما على قتل مواطنيه مهما كان الثمن. ومضيفا «ما نشاهده على شاشات التلفزة غير مقبول على الإطلاق إن مشاهد التدمير في حمص فظيعة فعلا».

ودعا المجتمع الدولي إلى «الرد بأقصى طريقة ممكنة ليوقف الأسد أساليبه الدموية، ولتأمين عملية انتقالية وتغيير في سوريا».

إلى ذلك، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أنه يدرس حاليا إرسال فريق من المراقبين التابعين للأمم المتحدة مع فريق الجامعة العربية إلى سوريا، موضحا أنه ناقش مع الأمين العام للجامعة العربية في اتصال هاتفي سبل إنهاء القتل والتوصل لحل للأزمة، وأن العربي أخبره بأنه ستتم إعادة نشر فريق المراقبين التابعين للجامعة العربية إلى سوريا، وأن الجامعة العربية ستطلب مساعدة الأمم المتحدة في هذا الخصوص». وتابع كي مون قائلا «نحن لم نتناقش في هذا الأمر بعد، وسوف ندرسه في الأيام القليلة المقبلة».

ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن الإعلان عن عودة المراقبين العرب إلى سوريا «يصب في الاتجاه الصحيح شرط أن يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل»، وعبرت أيضا عن تأييدها لعقد مؤتمر تنظمه أنقرة حول الأزمة السورية.