سوريا: حمام الدم يتواصل.. والمعارضة تتوقع اعترافا عربيا

السعودية توزع مشروع قرار سوريا في الأمم المتحدة >عشرات القتلى في حمص.. ونزوح كثيف من حي الإنشاءات.. وتوتر في دوما > مقتل ضابط كبير في دمشق * السفير الأميركي ينشر صور أقمار صناعية تثبت بأن النظام يبادر بمهاجمة المدنيين تقارير عن إرسال 15 ألفا من الحرس الثوري إلى سوريا

صورة نشرها السفير الأميركي وتظهر تحركات أجهزة النظام (إ.ب.أ) وجندي سوري يطلق النار على محتجين في دوما أمس (أ.ف.ب)
TT

واصلت قوات الأمن السورية، أمس، حملتها العسكرية على مدينة حمص، وتحديدا في بابا عمرو والخالدية والإنشاءات.

وأعلن «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، عن مقتل 54 شخصا، معظمهم في حي بابا عمرو.

جاء ذلك بينما قال دبلوماسيون ان السعودية وزعت مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، على خطى مشروع قرار جامعة الدول العربية الذي استعملت روسيا والصين «الفيتو» ضده في مجلس الأمن في الأسبوع الماضي.

ويتوقع أن تناقش الجمعية العامة مشروع القرار السعودي غدا، الاثنين، وأن يصوت عليه قبل نهاية الأسبوع. ويتكون المشروع السعودي من 3 صفحات، وعباراته «تدين بشدة» انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات السورية. ومن دون الإشارة إلى دول أجنبية، وفي هذه الحالة، روسيا والصين، ينتقد المشروع السعودي «المدافعين عن حقوق استخدام القوة ضد المدنيين، والإعدام التعسفي، وقتل واضطهاد المتظاهرين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحافيين، وأيضا الاعتقال التعسفي، والاختفاء القسري، وعرقلة إمكانية الحصول على العلاج الطبي، والتعذيب، والعنف الجنسي، وسوء المعاملة، بما في ذلك ضد الأطفال».

وفي القاهرة يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قبل اجتماع في نفس اليوم لوزراء الخارجية العرب لبحث مساعدة الشعب السوري.

ويبحث اجتماع اليوم مجمل التفاصيل الخاصة بتقييم الوضع ومراجعة القرارات التي صدرت ولم تنفذ والخاصة بالمقاطعة وطرد السفراء وقطع العلاقات مع النظام السوري. كما يتم مناقشة المقترح التركي الفرنسي المدعوم أميركيا والخاص بتأسيس مجموعة أصدقاء سوريا، لتقديم الدعم الكامل للشعب السوري وإنقاذه مما يتعرض له من إبادة جماعية عبر أسلحة النظام العسكرية.

وبرز تطور جديد تمثل في إعلان «المجلس الوطني السوري»، توقعه أن تعترف الدول العربية به كممثل شرعي للشعب السوري.

وأعلن عضو المجلس الوطني السوري، هيثم المالح، أن «هناك تبدلا كبيرا طرأ على السياسة العامة لدى معظم الدول العربية بعد قرار مجلس التعاون الخليجي بطرد سفراء سوريا من دوله وسحب سفرائه من دمشق».

وعلى الصعيد الميداني شهد حي الإنشاءات بحمص أمس حركة نزوح كثيفة من سكانه، على أثر الحصار المفروض عليهم منذ أيام.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «اشتباكات وقعت بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل مدينة دوما».

وفي دمشق قتل، أمس، العميد والطبيب عيسى أحمد الخولي (55 عاما)، الذي يشغل منصب مدير مشفى الشهيد أحمد حاميش العسكري، أمام منزله في حي ركن الدين، أثناء توجهه إلى عمله. وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «مجموعة إرهابية من 3 مسلحين ترصدوا خروج الخولي من منزله وأقدموا على إطلاق النار عليه، مما أدى إلى استشهاده».

إلى ذلك أفادت تقارير إعلامية، أول من أمس، بأن طهران أرسلت 15 ألف مقاتل من «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، «للمساعدة في مجابهة الاضطرابات في المدن السورية».

ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، نقلا عن مصادر، خبرا مفاده أن قائد «فيلق القدس»، العميد قاسم سليماني، انتقل مؤخرا إلى العاصمة السورية، دمشق، للإسهام الفعلي في مواجهة الاحتجاجات المتواصلة منذ 11 شهرا ضد النظام.

على صعيد آخر, نشر روبرت فورد، السفير الأميركي لدى سوريا، الذي سحبته حكومته تعليقات عن الوضع في سوريا وصورا في صفحته على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي على الإنترنت التقطتها الأقمار الصناعية لإعطاء دليل على هجمات الحكومة على الأحياء السكنية، وذلك بعد أيام فقط من إغلاق السفارة الأميركية في دمشق. وهذه الصور الملتقطة بواسطة أقمار صناعية تجارية، والتي كان عنوانها «تصاعد العمليات الأمنية في حمص»، مؤرخة بتاريخ السادس من فبراير (شباط)، وبها بطاقات معنونة تشير إلى مبان محترقة ودخان وحفر نجمت عن صدمات شديدة ومركبات عسكرية ومركبات مصفحة.