رامي «مصور الثورة» أصبح شريط فيديو بعد مقتله برصاص النظام

صوّر الجرحي بالمشافي الميدانية والجثث المتفحمة داخل أنقاض المباني

رامي السيد مع ابنته
TT

لقطة واحدة لم تستطع كاميرا الناشط رامي السيد أن تلتقطها، وهي مشهد جثته الهامدة في مسقط رأسه حي بابا عمرو بمدينة حمص المحاصرة، بعد أن أصيب بإصابات بالغة من قبل قوات نظام بشار الأسد التي تحاصر المدينة وتدكها بالقذائف منذ نحو 3 أسابيع.

اللقطة التي سرقتها رصاصات الغدر فصلت بين رامي وطفلته التي تحبو نحو عامها الثاني، فلم يستطع أن يطبع على جبينها قبلة الوداع الأخيرة، ويتحول المشهد برمته إلى مادة للتوثيق وموضوع لشريط فيديو يظهر جثته الهامدة، تم بثه أمس على موقع «يوتيوب». كما أكدت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل رامي السيد، أحد أهم الناشطين الإعلاميين في حمص.

انضم رامي (26 عاما) إلى الحراك الشعبي المعارض لنظام بشار الأسد منذ البداية، حمل كاميراته وراح يصور عمليات القتل والتعذيب والسلب والنهب التي تمارسها قوات الأمن التابعة للنظام السوري.. وحين حوصرت حمص، وتحديدا حي بابا عمرو الذي يقيم فيه الناشط، في الرابع من الشهر الحالي، أصبحت مهمة رامي، كما يقول أحد الناشطين المقربين منه، أكثر خطورة، فقد «صار يتنقل بين المشافي الميدانية ليصور الجرحى، ويدخل بين أنقاض المباني المتهدمة ليصور الجثث المتفحمة».

ونجح رامي رغم إمكانيات كاميرته البسيطة في تزويد الكثير من الفضائيات بأشرطة فيديو قام بتصويرها داخل حي بابا عمرو، تبين آثار القصف العنيف وتشرح بصوت رامي نفسه معاناة أهالي الحي، والحالة الإنسانية المزرية التي يعيشونها إزاء عمليات القمع التي يمارسها جيش الأسد المرابط على مشارف بابا عمرو.

حيوية رامي ونشاطه المتواصل جعلا الكثيرين من السوريين يطلقون عليه لقب «مصور الثورة في بابا عمرو». فقبل النهاية بقليل كما يقول أحد المقربين منه «كان يحاول إنقاذ عائلة فرت من القصف من أحد شوارع الحي إلى شارع آخر، غير أن قذيفة استهدفت السيارة التي تقل العائلة وقتلت رامي على الفور، مخلفة الكثير من الجرحى».

في شريط الفيديو على «يوتيوب»، أشار ناشطون إلى أن زميلهم رامي «قتل لأنه يصور الحقائق كما هي»، وأن «الثورة ستخرج ألف رامي ولن تتوقف».

ومنذ بداية الثورة ضد نظام الأسد اعتمد الناشطون السوريون على أفلام مصورة بكاميرات الهواتف الجوالة وبعض الكاميرات غير المحترفة لبثّ ما يجري داخل سوريا، حيث تحول المتظاهرون السوريون إلى مصورين صحافيين مهمتهم نقل الصورة وتوثيق الحدث.