ماري كولفين غطت نزاعات العالم ونجت عدة مرات قبل أن تقتل في حمص

آخر تقرير لها قبل ساعات من مقتلها مع المصور الفرنسي: رأيت طفلا يلفظ أنفاسه الأخيرة.. إنه أمر فظيع

TT

اشتهرت الصحافية الأميركية ماري كولفين (56 عاما) بالعصابة التي تضعها على عينها اليسرى، والتي تشهد على نجاتها عدة مرات من الموت في الحروب والنزاعات التي غطتها، لتكون نهايتها أمس في حمص التي أرسلت منها تقريرا أخيرا قبل موتها بساعات تصف فيه مشهد مقتل طفل في القصف الذي تقوم به قوات النظام السوري على المدينة، وقتل معها المصور الفرنسي ريمي اشوليلك.

وقالت في اتصال هاتفي مع تلفزيون «بي بي سي»: «أمس رأيت طفلا يلفظ أنفاسه الأخيرة.. إنه أمر فظيع إلى أقصى الحدود».

وكانت الصدمة ظاهرة صباح أمس على وجوه الصحافيين البريطانيين المجتمعين لحضور ندوة في لندن حول الأوضاع في المنطقة العربية؛ إذ كان خبر مقتل زميلتهم ماري كولفين التي تعمل في صحيفة «صنداي تايمز» قد وصل للتو، وأدى إلى سلسلة من الإدانات الدولية.

وجاء مقتل كولفين، بعد أسبوع من وفاة الصحافي الأميركي اللبناني الأصل أنتوني شديد في سوريا أيضا، ولكن هذه المرة بسبب نوبة ربو.

وكانت كولفين قد عبرت الحدود اللبنانية - السورية يوم 14 فبراير (شباط) الحالي مستعينة بمهربين بعد أن فشلت في الحصول على تأشيرة دخول رسمية من وزارة الخارجية السورية. فقررت، ومعها مصورها البريطاني بول كونروي، الاستعانة بمهربين لإدخالها إلى حمص؛ وحي بابا عمرو تحديدا، التي يصعب الحصول على معلومات محددة عما يجري فيها. ووصفت في عدد «صنداي تايمز» الأسبوع الماضي الأوضاع في حمص، مركزة على الأرامل ومعاناتهن في المدينة. وقبل دخولها سوريا، قالت للصحافي نيال ماكفاهرر من صحيفة «نيويورك تايمز» عندما التقيا في بيروت عشية سفرها إلى سوريا: «أريد فقط أن أدخل، وأن أنهي الأمر، وأن أخرج».