حلب تهتف ضد الأسد.. والقصف يتواصل بعنف على حمص

عشرات القتلى غداة مؤتمر تونس > فشل مفاوضات الصليب الأحمر لدخول بابا عمرو لإجلاء الصحافيين المصابين * غليون لـ «الشرق الأوسط»: الموقف السعودي القوي سيشجع الآخرين > مسؤول أميركي يشبه الوضع بليبيا قبل تدخل الناتو

صورة بثت أمس لعنصرين من «الجيش السوري الحر» في كفر تخاريم في ادلب (أ.ب)
TT

بعد يوم من عقد المؤتمر الدولي «أصدقاء سوريا»، الذي عقد في تونس ودعا نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى وقف العنف، دكت القوات السورية مدينة حمص بالصواريخ في واحدة من أشرس الهجمات التي شنت على المدينة من 22 يوما، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.

واستمر القصف المدفعي العنيف على المدينة بأحيائها كافة كما على مناطق ريف حماه، وحلب وريفها ودرعا وإدلب، مخلفا نحو 100 قتيل ومئات الجرحى أغلبهم في حمص. وشهدت حلب مظاهرة كبيرة خلال جنازة شارك فيها حوالي 4 آلاف متظاهر هتفوا ضد الأسد. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أحياء في حمص، خاصة المجاورة للقلعة القديمة وبالتحديد حي باب السباع والمريجة والصفصافة وبابا عمرو تعرضت لقصف مدفعي عنيف. وأكد ناشطون من حي بابا عمرو استمرار الهجمة العنيفة والشرسة على الحي لليوم الـ22 على التوالي وسط انقطاع الكهرباء والماء. وتحدث الناشطون عن حملات أمنية واسعة قامت بها قوات الأمن في المناطق المجاورة لبابا عمرو.

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أن ساعة رحيل نظام بشار الأسد «حانت».

وفي الوقت الذي قالت فيه هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، مساء أول من أمس، في تونس إن قوات المعارضة السورية من المرجح أن تزداد قدراتها على شن هجمات ضد قوات النظام، شبه مسؤول اميركي، اشترط عدم ذكر اسمه، المناقشات الدائرة حاليا بشأن تزويد المعارضة السورية بالسلاح، بالوضع الذي سبق تقديم الدعم للمعارضة في ليبيا لإسقاط العقيد معمر القذافي، وفقا لـ«نيويورك تايمز».

وبينما اعتبر النظام السوري، أمس، أن «مؤتمر أصدقاء سوريا» شكل «خيبة جديدة» للأطراف «المتآمرة» على سوريا، أثنت أطراف المعارضة السورية على الدور السعودي في المؤتمر. واعتبر برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري لـ « الشرق الأوسط» الموقف السعودي «قويا جدا»، وقال «أعتقد أنه سيدفع الآخرين إلى رفع سقف دعمهم للشعب السوري، وأن هناك إمكانية للذهاب إلى أبعد مما حصل. أنا أعتقد أن ما حصل كان مهما جدا, والموقف السعودي القوي سيشجع الآخرين للذهاب أبعد مما ذهبوا». وفيما تتفاوض اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء أربعة صحافيين غربيين أصيب اثنان منهم في هجوم أسفر عن مقتل صحافيين غربيين آخرين يوم الأربعاء في حي بابا عمرو، قال ناشطون سوريون: «إن الصحافيين الأجنبيين المصابين وهما الصحافية الفرنسية إديت بوفييه والمصور الإنجليزي بول كونروي، اشترطا الخروج عبر الصليب الأحمر وليس الهلال الأحمر السوري، خوفا من تعرضهما للاعتقال, وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إنها لم تتمكن من دخول حي بابا عمرو المحاصر بعد مفاوضات استمرت طوال اليوم.