معلومات عن تململ بين القيادات الوسطى في الجيش السوري

آلاف العائلات محاصرة في حمص ومخاوف من «عمليات إبادة جماعية» * سيدا يدعو «أصدقاء سوريا» للتحرك أمام عجز مجلس الأمن

الأدخنة تتصاعد من مباني حمص أمس نتيجة القصف المتواصل لعدة أيام (أ. ب)
TT

أكد ناشطون سوريون مناهضون لنظام الرئيس بشار الأسد وجود حالة من «التململ والخوف» بدأت تنتشر في صفوف ضباط الجيش السوري النظامي، لافتين إلى أن «الكثير من ضباط الرتب المتوسطة في الجيش الموالي للأسد وجدوا أنفسهم, بعد سنة ونصف السنة على اندلاع الثورة, متورطين في حرب دامية، ستنتهي بالضرورة لمصلحة الثوار بحكم الغلبة العددية، الأمر الذي دفعهم إلى إعادة حساباتهم وعدم التورط أكثر مع نظام الأسد».

وقالت مصادر على علاقة مع بعض العسكريين، لـ«الشرق الأوسط»، إن أولئك الضباط صاروا يعرفون أن هنالك جيشا منظما (الجيش الحر) يواجه النظام.. وليس عصابات كما يقول إعلامهم، كما أن أحدهم قال إن «هناك واقعا جديدا نلمسه يوميا على الأرض.. ولكن القيادة ترفض الاعتراف به»، بينما يعلم أغلب هؤلاء أن العسكريين المقربين من النظام يخضعون لمراقبة مشددة من المخابرات خشية انشقاقهم وهربهم، وهو ما يمنعهم من التمكن من ذلك.

في غضون ذلك، وبعد يوم من إعلان بعثة المراقبين الدوليين تعليق عملها في سوريا، نظرا لتردي الأوضاع الميدانية هناك، دعا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، أمس، «مجموعة أصدقاء سوريا» إلى التحرك بمفردها لإنقاذ المدنيين في سوريا، في حال عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار بسبب «الفيتو»، بينما طالب مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار حاسم من النظام السوري، مشددا على أنه «بعد تجميد عمل المراقبين بات من الضروري وضع كل الاحتمالات على الطاولة، لأن النظام السوري لا يفهم إلا لغة القوة ويصر على ارتكاب الجرائم».

وأفادت لجان التنسيق المحلية بمقتل ما يزيد على 45 شخصا معظمهم في ريف دمشق وحمص. وقال عضو لجان التنسيق المحلية في حمص، سليم قباني، إن آلاف العائلات محاصرة في مدينة حمص وريفها، معربا عن تخوفه من «عمليات إبادة جماعية يسعى النظام لتنفيذها، لكونه يقصف بقوة وبكل أنواع الأسلحة هذه التجمعات السكنية، حيث يستهدف المدنيين بشكل مباشر». وأوضح قباني لـ«الشرق الأوسط» استهداف الرستن بما يزيد على 300 قذيفة مدفعية، وقال: «يتم قصفنا بصواريخ لم نتمكن حتى الساعة من تحديد نوعيتها».