احتجاجات «الفيلم» تتسع.. وكلينتون: كيف يحدث هذا في مدينة أنقذناها من الدمار

موجة غضب في أميركا بعد مقتل سفيرها لدى ليبيا.. وتحركات للمارينز إلى بنغازي لتأمين الأميركيين * طرابلس تعتذر وأوباما يدين * مجلس الأمن يدين الاعتداء على سفارتي واشنطن في مصر وليبيا

مشاهد الدمار ودخان يتصاعد في مقر القنصلية الأميركية في بنغازي أمس (رويترز)
TT

لقي السفير الأميركي في ليبيا، كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين أميركيين مصرعهم في هجوم استهدف القنصلية الأميركية ببنغازي، فيما اتسعت موجة الاجتجاجات في عدد من العواصم والمدن العربية والإسلامية احتجاجا على عرض فيلم في الولايات المتحدة اعتبر مسيئا للدين الإسلامي وللرسول الكريم.

وهاجم مسلحون ليبيون غاضبون مقر القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي، وقصفوا مقرها بالقذائف الصاروخية في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، مما أدى إلى مقتل السفير ستيفنز وثلاثة من العاملين بالقنصلية وجرح آخرين. وأثار الحادث موجة غضب في الولايات المتحدة، رغم خطاب التهدئة الذي وجهه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، معتبرا أن الحادثة لن تؤثر في العلاقات مع ليبيا، بعد إدانته له بأشد العبارات.

لكن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون استغربت الحادث, وقالت «الأميركيون يسألون وأنا أسأل نفسي كيف يحدث هذا في دولة ساعدناها وأنقذناها من الدمار، وهذا السؤال يعكس التعقيدات الموجودة في العالم، ولا بد أن نكون واضحين حتى أثناء حزننا, فهذا الهجوم تم من قبل قلة صغيرة وحشية فيما كان السفير ستيفنز وفريقه يعاملون في ليبيا كأصدقاء وشركاء، والليبيون هم الذين حملوا ستيفنز إلى المستشفى».

إلى ذلك، أشارت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية إلى تحركات لقوات البحرية الأميركية (المارينز) إلى بنغازي لتأمين الأميركيين ضد أي هجمات أخرى.

وفي غضون ذلك، قدمت طرابلس اعتذارا إلى الشعب الأميركي وإدارته، وتوعدت بملاحقة الجناة. وأدان مجلس الأمن ودول غربية عدة الاعتداء على سفارتي واشنطن في مصر وليبيا. الى ذلك تواصلت الاحتجاجات ضد الفيلم المسيء الذي عرض في الولايات المتحدة تحت اسم «براءة المسلمين», في تونس والدار البيضاء والخرطوم وغزة، وقررت أفغانستان حجب موقع «يوتيوب» الذي عرض مقاطع من الفيلم, وبدورها نفت إسرائيل أية مسؤولية لها بشأن إنتاج الفيلم الذي عرض مرة واحدة وفي قاعة شبه خالية في هوليوود.

وفي القاهرة، وجه الرئيس المصري محمد مرسي باتخاذ إجراءات قانونية ضد منتجي الفيلم، بينما دعا هشام قنديل رئيس الوزراء المصري إلى ضبط النفس. وفي غضون ذلك، دعا إخوان مصر لمليونية غدا للاحتجاج على الفيلم المسيء.

من جهته قال ونيس الشريف نائب وزير الداخلية الليبي ان اثنين من أربعة أميركيين قتلوا في ليبيا أول من أمس لقوا حتفهم في اطلاق نار خلال محاولة قوات أميركية اجلاء موظفين من منزل آمن. وقال الشريف في مؤتمر صحافي ان موظفي القنصلية الاميركية نقلوا الى المنزل الآمن بعد الهجوم على مبنى القنصلية في مدينة بنغازي. ووصلت طائرة تحمل وحدات أمنية أميركية من طرابلس لاجلاء موظفين اخرين لكن المسلحين اكتشفوا موقع المنزل الآمن. وقال الشريف انه كان من المفترض ان يكون المنزل مكانا سريا وانهم فوجئوا بأن المجموعات المسلحة تعرفه وحدث اطلاق نار.