دبلوماسي أميركي : حتى نجاد مقتنع بعدم قدرة الأسد على الاستمرار فكيف يفكر حزب الله؟

قال لـ «الشرق الأوسط»: إن أوباما لن يرسل قوات لسوريا في اليوم التالي من الانتخابات

TT

قال دبلوماسي أميركي رفيع المستوى، لـ«الشرق الأوسط»، إن الفيلم المسيء للرسول أتى كـ«هدية غير متوقعة» للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي خرج للعلن للمرة الأولى منذ سنوات متحدثا ليصبح «البطل المدافع عن الأمة». ويرى الدبلوماسي أن نصر الله «كان يحتاج بشدة إلى حفلة العلاقات العامة هذه لتحسين صورته أمام الرأي العام العربي، فيتحول من مدافع عن الأسد إلى مدافع عن الإسلام». ويشير في الإطار نفسه إلى «حملة دعائية أخرى يقوم بها الحزب في الملف اللبناني، جزء منها هو السماح بمداهمات يقوم بها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في الضاحية والبقاع».

ورغم أن الدبلوماسي الأميركي ارتاح إلى عدم القيام بتحركات قريبة من السفارة في بيروت، فإنه أكد أن بلاده تأخذ التهديدات التي أطلقها نصر الله بجدية «فلديهم تاريخ حافل من الاعتداءات علينا»، موضحا أن الإدارة الأميركية ترسل بدورها الرسائل إلى الحزب، ومنها العقوبات الأخيرة بحق نصر الله وقياديين بالحزب. وأكد الدبلوماسي أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد مؤهلا للبقاء.. وحتى (الرئيس الإيراني أحمدي) نجاد لا يعتقد أنه سيبقى في موقعه، فما الذي يفكر فيه نصر الله؟

من جهة أخرى، لا تعول الدبلوماسية الأميركية على «تغيير حقيقي» في الموقف من سوريا بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة. ويقول الدبلوماسي إن موقف بلاده مما يجري في سوريا مبدئي ولن يتأثر بنتائج هذه الانتخابات، محذرا في الوقت نفسه من «تطورات سلبية جدا في هذا الملف إذا أصر النظام على الاستمرار في ما يقوم به». وأضاف «من يعتقد أن الرئيس (الأميركي) باراك أوباما سوف يرسل القوات الأميركية إلى سوريا في اليوم التالي للانتخابات مخطئ، فالقرار الأميركي بعدم التدخل العسكري في سوريا لن يتأثر بالانتخابات أو بعدمها». وأبدى «مخاوف جدية» من قيام نظام الرئيس الأسد باستعمال الأسلحة الكيماوية الموجودة بحوزته ضد المعارضين، معتبرا أن هذا النظام «لا مصداقية له»، مشددا في المقابل على أن الجميع بات يدرك أن هذا النظام غير قادر على الاستمرار.

ويشدد المسؤول الأميركي على أن الجميع بات يرى الآن أن الوضع السوري غير قابل للاستمرار على ما هو عليه، معترفا في الوقت ذاته بأن «التغيير في الشرق الأوسط ليس سهلا ولا بد من ثمن»، ثم يضيف «ونحن نأمل أن يكون الثمن هو الحد الأدنى من الخسائر».