معتقل القذافي حصل على رصاصتين قاتلتين بدلا من مكافأة المليون دولار

عمران عاشور.. من «أحد الجرذان».. إلى بطل شعبي ليبي

TT

بمقاييس حاكمه الراحل، فهو «أحد الجرذان».. لكن بمقاييس شعبه، فهو «أحد الأبطال». هكذا باختصار كانت حياة الشاب عمران جمعة بن عاشور الذي شيعت جنازته في ساعة مبكرة من صباح أمس، ويعتبر أول ثائر ليبي يعتقل العقيد الراحل معمر القذافي قبل مقتله في العشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في مسقط رأسه بمدينة سرت.

اعتاد الزعيم السابق أن يصف الثوار المناوئين له بأنهم جرذان، من دون أن يدري أن أحدهم، وهو شاب نحيل الجسم بسيط الملامح، سيكون أول وجه يصطدم به في لحظاته الأخيرة قبل مقتله. لم ينل الشاب الذي تمكن من اعتقال القذافي للوهلة الأولى، مكافأة المليون دولار التي كان المجلس الانتقالي السابق في ليبيا قد حددها لمن يعتقل أو يقتل العقيد الراحل أو يدلي بمعلومات عنه خلال الحرب ضد نظامه العام الماضي، لكنه نال في المقابل رصاصتين قاتلتين في بلدة بني وليد، آخر معاقل القذافي، كانتا كفيلتين بإنهاء حياته لاحقا بشكل مأسوي في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس. توفي عمران قبل يومين فقط متأثرا برصاصتين، إحداهما في العنق والثانية في البطن، أصيب بهما خلال تعرضه للاحتجاز من قبل مجموعة مسلحة، وصفتها السلطات الليبية بأنها خارجة عن القانون، في منطقة بني وليد.

وشيع أكثر من عشرة آلاف من سكان وأهالي مدينة مصراتة، ابنهم الثائر عمران. لكن غياب المسؤولين في المؤتمر الوطني العام والحكومة الانتقالية عن تشييع الجنازة، ربما شكل علامة استفهام. وبرز أمس تضارب في مواقف عائلة عمران، فبينما حذر شقيقه شعبان أمس من التسرع والانفعال الشعبي داخل مصراتة، فإن شقيقه الآخر، ويدعى وليد، توعد بالانتقام. وشكا شقيقه الثالث حسين من أن السلطات الليبية لم تفعل شيئا لمساعدة أخيه. وقال: «أعلن تحرر ليبيا من حكم القذافي العام الماضي.. لكن هذا لم يحدث فعليا».