سوريا: القتل للحظة الأخيرة قبل موعد الهدنة.. والعالم يحبس أنفاسه

الجيشان السوري والحر يقبلان «هدنة العيد» وواشنطن متشككة في التزام الأسد

عائلة سورية تقطع الطريق تحت الأمطار في حلب بينما غرقت سيارات في المياه أمس (أ.ف.ب)
TT

استمرت أمس أعمال العنف وسقط عشرات القتلى في سوريا حتى اللحظات الأخيرة قبل موعد هدنة عيد الأضحى التي اقترحها المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي، والتي أعلن النظام السوري والجيش الحر أنهما سيلتزمان بها اعتبارا من صباح اليوم.

وبينما حبس العالم أنفاسه أمس ترقبا لرؤية التزام الجانبين بالهدنة، أوضحت قيادة الجيش النظامي السوري أنها تحتفظ بحق الرد «على إطلاق النار من قبل الجماعات المسلحة على المدنيين والقوات الحكومية خلال هذه الفترة». كما أكدت احتفاظ الجيش بحق الرد في حال استمرار «دول الجوار في تمرير الإرهابيين والأسلحة إلى سوريا». وحددت موعد الهدنة بأنها من صباح اليوم لغاية يوم الإثنين.

وبدوره، شدد رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي لـ«الشرق الأوسط» على «وجود شروط لدى الجيش الحر من أجل القبول بالهدنة واستمرارها»، ومنها «عدم إمداد الجيش النظامي أيا من قواته المحاصرة في أكثر من منطقة أو إغاثتها، وعدم تغيير أي موقف تكتيكي أو لوجيستي»، مشددا على أهمية «عدم التعرض للمظاهرات السلمية وإلا فسنرد ردا قاسيا»، وحذر كذلك من «التعرض للجرحى والمرضى». بينما اعتبرت «جبهة النصرة الإسلامية» أنه «ليس بينهم وبين النظام سوى السيف».

من جانبها، رحبت واشنطن بإعلان الحكومة السورية قبولها للهدنة، وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند «الجميع بالالتزام بالهدنة، ونتوقع منهم أن يلتزموا بكلمتهم.. لكن خبرتنا بالنظام السوري أنه ماهر في إطلاق الوعود وعدم الالتزام بها».

ميدانيا، وبينما كان النظام «يدك» عددا من أحياء مدينة حلب بالمدفعية وراجمات الصواريخ أمس، قالت مصادر ميدانية من حلب إن الجيش السوري الحر نفذ أمس خطة مطبقة للسيطرة على أكبر عدد من الأحياء في المدينة ونجح في ذلك، فدخل أحياء الأشرفية ذات الغالبية الكردية والسريان ذات الغالبية المسيحية، كما حاصر بالكامل فرع الأمن الجنائي الذي يعد أحد أهم المراكز الأمنية في المدينة.