سوريا: تصاعد الاشتباكات الحدودية.. وأنقرة تستنفر قواتها

اتفاق على مواصلة الحوار الخليجي مع روسيا رغم اختلاف وجهات النظر * اجتماعات سرية لتوحيد «الكتائب» تحت مظلة «الجيش الحر»

قناصة تابعون للجيش الحر يستهدفون عناصر نظامية في ريف حلب أمس (أ.ب)
TT

استنفرت تركيا قواتها وقامت بإجلاء قرية قريبة من قرية رأس العين السورية، وذلك بعد تصاعد الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومعارضيه بالمنطقة الحدودية منذ أيام.

وأكد مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» أمس تحرك المقاتلات التركية قريبا من مقاتلات سورية قصفت قرى حدودية يوجد فيها معارضون للنظام. وقال «إن القوات المسلحة التركية وضعت في الأيام الأخيرة على درجة عالية من الجهوزية تحسبا من أسوأ التطورات في ضوء ارتفاع حدة الاشتباكات»، مشيرا إلى أن قوات تركية إضافية استقدمت إلى المنطقة، بالإضافة إلى وحدات إسعاف وإطفاء، كما بدأ الطيران التركي القيام بطلعات جوية منتظمة في المنطقة تحسبا من أي طارئ.

وفي الرياض التي شهدت امس اجتماعا بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان الاجتماع كان صريحا «واتفقنا على مواصلة الحوار رغم عدم تطابق وجهات النظر».

في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة على اجتماعات ومباحثات سرية لقيادات الجيش الحر خلال الأيام الأخيرة تنقلت بين إسطنبول وأنقرة والأردن، عن خطط لتوحيد القوى والكتائب والفصائل، لا سيما بعد الوعود التي تلقتها المعارضة حول التسليح ومد الجيش الحر بالأسلحة.

وفي هذا الإطار، لفت المستشار السياسي لـ«الجيش الحر» بسام الدادا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن اسم اللواء طيار محمد فارس يطرح الآن بوصفه شخصية توافقية ومستقلة لقيادة الجيش السوري الحر. من جانبها، رحبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بتشكيل الائتلاف الوطني السوري المعارض، واعتبرته خطوة مهمة، ووصفته بالكيان الأكثر تمثيلا لتطلعات الشعب السوري. وأعلنت عن تقديم 30 مليون دولار مساعدات إضافية للمتضررين من الصراع في سوريا، ومساعدة اللاجئين الذين فروا إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية، أمس، أن المعارضة السورية باتت تسيطر على الغالبية الساحقة من المناطق الواقعة شرق خط وقف إطلاق النار شمال الجولان المحتل. وأن جيش النظام السوري انسحب إلى العمق شرقا، في غالبية المناطق الحدودية القريبة من جبل الشيخ، مبدية قلقها من هذا التطور.

الى ذلك أكد هيثم المالح رئيس مجلس الأمناء في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنشاء وتأسيس مكتب للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة في القاهرة.

من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس عن دعوة زعيم ائتلاف المعارضة السورية الجديد معاذ الخطيب إلى زيارة باريس، وأنه من المتوقع أن يزورها في الأيام القادمة.. فيما اعتبرت دمشق أن اجتماع المعارضة السورية في الدوحة قبل أيام هو «إعلان حرب»، وأن اعتراف فرنسا بالائتلاف الذي خلص إليه الاجتماع موقف «غير أخلاقي»، حسبما قال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لوكالة الصحافة الفرنسية.