عام جديد وصحيفة متجددة

هيئة التحرير

TT

تطوي «الشرق الأوسط» اليوم عاماً آخر من أعوامها المديدة، وتفتح صفحة عام جديد حافل بالأحداث والتحديّات ستستقبله الصحيفة معتمدةً نقلةً نوعيةً في المفهوم والمضمون. نقلة تتلاءم والضرورات المهنية المطلوبة لمواكبة الحدث واستيعاب أبعاده، ومن ثم، التفاعل معه بصورة مناسبة وناجعة.

لقد قامت فلسفة «الشرق الأوسط» منذ صدور العدد الأول منها، عام 1978، على الريادة والتفاعل مع القارئ العربي في كل مكان، وفي مختلف الظروف، طيلة أيام السنة كلها من دون أن تتوقف يوماً واحداً، وهذا ما نخطّط لتأكيده في مختلف جوانب العمل الصحافي. لقد حرصت «الشرق الأوسط» عبر مسيرتها الطويلة على الجمع بين فكرة الشمولية في تناول القضايا الدولية والعالمية والعربية في جانب، وفكرة الخصوصية الجغرافية والموضوعية في جانب آخر، سواء أكان على صعيد التقارير والتحقيقات الخاصة، أم على صعيد متابعة الاهتمامات المحلية والإقليمية والتعمّق فيها.

أما أبرز ما في جديدنا، فستكون «افتتاحية الشرق الأوسط» التي كانت يومية في الماضي وستطل بصورة أسبوعية كل يوم اثنين ابتداء من الأسبوع القادم، لتكون صوتاً مستقلاً للصحيفة، معبراً عن رؤية هيئة التحرير. علاوة على أنها ستكون نافذة متميّزة وفرصة للتعليق على أبرز الشؤون السياسية والاقتصادية في العالم، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص. وفي إطار تأكيد التفاعل الدائم، وجرياً على عادة «الشرق الأوسط» في مواكبة تقنيات المعلومات، سيشمل هذا التفاعل والتواصل تذييل الكتّاب والزملاء في هيئة التحرير، مقالاتهم بعناوين بريدهم الإلكتروني، وبحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يتمكّن القارئ من التواصل معهم باستمرار.

وإذ تقترب الصحيفة من عامها الـ35، فإنها تؤكد أن سر نجاحها يعود لجهود كل رؤساء التحرير السابقين، والمحررين والصحافيين، والمراسلين والكتّاب الذين شكلوا بإسهاماتهم في مجموعها شخصية «الشرق الأوسط» كما هي عليه اليوم.

لا شك أن عالمنا اليوم، بطبيعة الحال، مختلف جداً عن عالم عام 1978، عندما وجدت «الشرق الأوسط» طريقها إلى قرائها لأول مرة، بيد أن هدف تقديم خدمة صحافية متميّزة، ظل هدفاً ثابتاً لم يتغيّر، ولا يجوز أن يتغيّر. وبالتالي فإنها ستمضي قدما، متمسّكة بثوابتها سائرة بكل ثقة إلى الأمام. وفي إطار الخطط التطويرية الجديدة للجريدة، ارتأت هيئة التحرير إصدار الصحيفة في جزء واحد، بدلا من جزأين، اعتبارا من الاثنين الـ7 من الشهر الحالي. كما أن مجلتي «عالم الرياضة» و«صحتك» ستضافان إلى جسم الصحيفة بما يفعِّل المحتوى، ويزيد من تنوعه وإثرائه، ويعزز الخدمات المقدمة إلى القراء، ويتماشى مع متطلبات جريدة دولية توزع في العواصم العربية والدولية.