فندق «سميراميس» في القاهرة تحول إلى «ساحة أشباح»

تعرض لعملية «نهب مسلح» أثارت الذعر في محيط السفارات ومقار الحكومة

مظاهر التخريب داخل احدى قاعات فندق سميراميس («الشرق الأوسط»)
TT

بدا مدخل فندق سميراميس إنتركونتننتال أحد أفخم فنادق العاصمة المصرية المطل على ضفاف نهر النيل، وقاعاته الأرضية والمنطقة المحيطة به، أشبه بساحة اشباح بعد تعرضه لعملية نهب مسلحة, استمرت لثلاث ليال متواصلة، شنها نحو ألف ملثم مسلح تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و30 سنة، أخضع خلالها لعمليات نهب وتخريب وإتلاف محتويات وحرق مدخل بالكامل، دون أي تدخل من أجهزة الأمن الرسمية. وأثارت العملية الذعر في المنطقة التي تضم مقار لعدد من السفارات بينها السفارة الاميركية والبريطانية والايطالية الى جانب فنادق اخرى كبرى، ومقار حكومية.

وروى جمال عبد العال، أحد مسؤولي الأمن في الفندق، لـ«الشرق الأوسط»، واقعة الهجوم قائلا «بعد حالات الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين في محيط ميدان التحرير وفي منطقة كوبري قصر النيل، فوجئنا بهجوم شرس لأكثر من ألف شاب وطفل، يحملون جميع أنواع الأسلحة النارية والبيضاء، وقنابل المولوتوف، على الفندق، وقاموا بتحطيم أبوابه الرئيسية بعد انسحاب مسؤولي الأمن خوفا على حياتهم، لأنهم غير مسلحين».

وأضاف: «قمنا بالاستغاثة بالقيادات الأمنية وبالشرطة، بالإضافة للقوات المسلحة، لإنقاذ الفندق والعاملين به من هذه الكارثة، دون أي استجابة حقيقية».

ويتابع عبد العال: «أصيب رواد الفندق بحالة من الهلع والفزع الشديدين، وكل صعد غرفته وأغلق الباب عليه خوفا على حياته.. وبمجرد دخول هؤلاء المهاجمين الفندق سرقوا كل محتوياته وزخارفه ومحتويات المحال التجارية به وماكينات الأموال، وأشعلوا النيران في الواجهة الخلفية للفندق، وقاموا بتحطيم مدخل الاستقبال بالكامل، بالإضافة إلى سرقة وتحطيم فرع البنك التجاري الدولي (CiB) بالكامل، الذي يوجد أسفل الفندق».

ولا تزال قوات الأمن المركزي تحيط بالفندق، وقال مسؤول أمني لـ«الشرق الأوسط»: «نفعل قدر استطاعتنا لمواجهة هذا الانفلات الرهيب، لكن في الحقيقة أصبحت منطقة وسط القاهرة كلها مقرا للشغب من جانب هؤلاء الصبية والملثمين».