أكد قيادي رفيع في حركة النهضة، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك شقا كبيرا من النهضة يرى في قرار رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي «انقلابا أبيض» على شرعية الحكومة وعلى حزبه، و«حلا مأساويا لأزمة عميقة»، وأن الحل الذي تقدم به الجبالي هو عبارة عن حكومة «السبسي2»، و«بالتالي هذا أمر لا يطمئن، ولا ضمانات في أن حكومته المقترحة ستحافظ على الثورة ولن تنقلب عليها وتعمل على إعادة رموز النظام السابق».
في غضون ذلك، لوح حمادي الجبالي، الذي يشغل أيضا منصب أمين عام حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، أمس، بالاستقالة إن فشلت جهوده في تشكيل حكومة تكنوقراط تضم «كفاءات وطنية» غير حزبية. وقال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي، في مقابلة أمس مع قناة «فرانس 24»، إن الوزراء الإسلاميين الذين يتولون حاليا الوزارات السيادية سيتم تغييرهم في سياق مبادرته بتشكيل حكومة محايدة مكونة من كفاءات. وأكد الجبالي في المقابلة «لن يظل في الحكومة لا وزير العدل ولا الداخلية ولا الخارجية»، التي يتولاها حاليا قياديون في حزب النهضة هم نور الدين البحيري وعلي العريض ورفيق عبد السلام، مشددا على أن «مقترحي غير قابل للتعديل». حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتظاهر عشرات الآلاف أمس بدعوة من حركة النهضة دفاعا عن شرعية الحكم، وللتأكيد على ضرورة الالتزام بنتائج صناديق الاقتراع، ولإدانة ما سمته بـ«التدخل الفرنسي» في الشؤون التونسية بعد تصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس الذي قال إن «فاشية إسلامية تبرز في كل مكان تقريبا»، بعد اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد في تونس، وهي تصريحات تركت غضبا عارما في صفوف الإسلاميين.