فوكوياما في حوار مع «الشرق الأوسط»: أوباما يرتكب خطأ استراتيجيا في سوريا

صاحب «نهاية التاريخ» يعتبر أن الخطورة في المجتمعات الإسلامية هي الصراعات الطائفية

TT

يرى المفكر والعالم السياسي الأميركي فرانسيس فوكوياما أن هناك العديد من المشكلات التي على القيادة الأميركية أن تحلها لأنه «لا أحد غيرها قادر على ذلك»، ومن دون هذه القيادة الضرورية «سنشهد عالما تعمه الفوضى».

وقال صاحب كتاب «نهاية التاريخ» في حوار مع «الشرق الأوسط» إن مشكلة الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة هي تدخلها المفرط كما حدث في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، وهي الآن في الاتجاه الآخر، حيث تمارس الإدارة الأميركية توجسا مبالغا فيه من التدخل وإصلاح الفوضى. وضرب مثلا على ذلك بتردد الرئيس الأميركي حيال ما يحدث في سوريا، الذي اعتبره فوكوياما مأساة حقيقية، وأنه كلما طال أمد النزاع تزداد الأوضاع سوءا، مما سيؤدي إلى تعميق الخلافات والصراعات الداخلية حتى بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ويهدد بتحويل سوريا إلى دولة فاشلة، وهو أمر خطير في منطقة الشرق الأوسط، حسب رأيه.

وعن موقف روسيا مما يجري في سوريا، يرى فوكوياما أن الروس لا يريدون أن يضيعوا استثماراتهم القديمة مع نظام الأسد، بالإضافة إلى موقفهم المعادي لأميركا، والوجود الروسي في سوريا، وحتى العلاقات على المستوى الشخصي.

وعن الوضع في مصر، رأى المفكر والعالم السياسي الأميركي أن الإشارات القادمة من جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر غير مشجعة، وأنهم كما يرغبون في مشاركة الآخرين فإنهم يطمحون للاستفراد بالقوة، داعيا إلى أخذ آراء الأقليات في الاعتبار، وفتح باب الحوار والاستشارة والتعاون مع الآخرين. كما تحدث فوكوياما عن التيارات الدينية التي تصدرت المشهد بعد «الربيع العربي»، فقال إنها لا يمكن لها أن تختفي أو تذهب من تلقاء نفسها، كما أن أميركا بدورها لا تستطيع أن تفعل معها شيئا، إلا أن تشجعها لتكون أكثر انفتاحا وليبرالية. لكنه، في الوقت نفسه، عبر عن اعتقاده أن قوة الدولة وحكم القانون القوي والبرلمان المسؤول لا تأتي كلها معا، وأن الديمقراطية الناجحة والفعالة لا يمكن أن تتحقق من دون هذا العناصر، ولكن بعد وقت طويل.