تقطيع أوصال مناطق بغداد السنية وطوارئ في المنطقة الخضراء

العاصمة تعيش أجواء خوف.. واتهامات للحكومة بـ«العقاب الجماعي»

عنصرا أمن يفتشان سيارة عند نقطة تفتيش وسط بغداد التي تشهد تعزيزا للإجراءات الأمنية تحسبا لانتقال المظاهرات إليها (أ.ف.ب)
TT

عاشت بغداد أجواء رعب حقيقي الليلة قبل الماضية وقطعت أجهزة الأمن أوصال المناطق السنية في العاصمة خوفا من انضمام سكانها إلى متظاهرين من أتباع التيار الصدري كانوا يعتصمون أمام مدخل المنطقة الخضراء احتجاجا على تأخر إقرار الموازنة العامة.

وكان متظاهرون تابعون للتيار الصدري زحفوا من مناطق بغداد الشرقية (جانب الرصافة من بغداد، الذي يضم أكبر مدينة ذات غالبية شيعية هي مدينة الصدر) ليحيطوا المنطقة الخضراء الواقعة في الجانب الغربي من بغداد (جانب الكرخ حيث تتاخم منطقة كرادة مريم التي تقع ضمنها المنطقة الخضراء أكبر الأحياء السنية في بغداد، وهي أحياء المنصور والجامعة والخضراء الأولى والثانية والعامرية والغزالية).

وتحولت الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في قاطع الكرخ من بغداد إلى نوع من «العقوبة الجماعية لأحياء بالكامل لأنها من مكون معين»، في إشارة إلى المكون السني طبقا لما أعلنه لـ«الشرق الأوسط» عضو البرلمان عن القائمة العراقية مظهر الجنابي, الذي تساءل «كيف لحكومة أن تستمر في السلطة وهي تخاف من شعبها بهذه الطريقة المرعبة؟».

وردا على سؤال بشأن تفسيره للإجراءات الأمنية المبالغ فيها في أحياء الكرخ من بغداد، قال عضو البرلمان عن التيار الصدري محمد رضا الخفاجي إن الحكومة «عاشت ليلة رعب حقيقي، وهو ما دفعها إلى غلق مناطق وأحياء بالكامل لخشيتها من احتمال اندلاع ثورة عارمة ضدها بانضمام أبناء الأحياء القريبة من المتظاهرين في الكرخ، وهو ما قد يؤدي إلى اقتحام المنطقة الخضراء».

وبينما ورد أن قوات الأمن شنت حملة لتطهير بغداد من «متسللين» قادمين من المحافظات الغربية والشمالية للمشاركة في مظاهرات بالعاصمة، فإن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن نفى ذلك وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هذا «مجرد كلام أطلقته وسائل إعلام مسمومة لم يعد لها هم سوى تعكير الأجواء وإثارة الرعب في صفوف المواطنين».