بابا الفاتيكان في عظة الوداع: استقلت من أجل الكنيسة

الكرادلة يبدأون اليوم المشاورات لاختيار خليفة لبنديكتوس السادس عشر

البابا بنديكتوس السادس عشر بعد عظة الوداع في الفاتيكان أمس (أ.ف.ب)
TT

اعترف بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر بخطورة قراره بأن يصبح أول بابا يترك منصبه منذ نحو ستة قرون. وقال البابا في «عظة الوداع الأخيرة» أمام 150 ألف شخص احتشدوا في ساحة القديس بطرس أمس, قبل يوم من تركه المنصب إن فترة ولايته شهدت أزمات لم تخل من لحظات فرح ولحظات صعبة، لكنه فعل ذلك لصالح الكنيسة الكاثوليكية.

وقال بابا الفاتيكان «اتخذت هذه الخطوة بينما أنا مدرك تماما لخطورتها وأيضا لحداثتها، ولكن بضمير صاف بعمق. إن حب الكنيسة يعني أيضا امتلاك الشجاعة لاتخاذ قرارات صعبة، آخذا في الاعتبار مصلحة الكنيسة ونفسي».

وأكد أنه يغادر المنصب لأن قوته «تضاءلت»، ولكنه شدد أيضا على أنه سيواصل خدمة الكنيسة الكاثوليكية وهو متوارٍ عن الأنظار.

وقال البابا إن سنه وضعفه لا يسمحان له بالاستمرار في قيادة كنيسة تشهد أزمات بشأن انتهاكات جنسية لأطفال وتسريب وثائق سرية مما يكشف عن فساد وتناحر بين مسؤولين في الفاتيكان.

واحتشدت أعداد كبيرة جاءت من داخل إيطاليا ومن خارجها في الساحة منذ الصباح الباكر لحضور العظة التي عادة ما تجري في قاعة مغلقة، لكنها نقلت إلى الهواء الطلق أمس لتسع أعدادا أكبر من المودعين.

وحمل الكثير من المحتشدين الذين تدفقوا على الميدان لافتات يشكرون فيها البابا ويتمنون له الصحة.

وبعدما استكمل عظته وقف الحضور ومنهم الكثير من الكرادلة بقبعاتهم الحمراء وصفقوا.

وسيتخلى البابا عن منصبه مساء اليوم الخميس بعد وداع الكرادلة الموجودين في روما ليبدأوا بعدها المشاورات قبيل اجتماع سري لاختيار خليفته. يذكر أن متحدثا باسم الفاتيكان كان أعلن الثلاثاء أن البابا سيحمل لقب «البابا الشرفي» أو «بابا روما الشرفي».

وقال المتحدث الأب فيدريكو لومباردي إنه سيبقى متاحا للمسيحيين نداء البابا (الألماني المولد جوزيف راتسينغر) بكلمة «صاحب القداسة» بعد الاستقالة.