موازنة الصين تغلّب «الأمن الداخلي» على «الدفاع العام»

في بادرة تشير إلى تخوف بكين من اندلاع اضطرابات شعبية

الرئيس المنتهية ولايته جينتاو (الثالث يسارا) وخلفه تشي (الرابع يسارا) أثناء وصولهما برفقة مسؤولين آخرين إلى مؤتمر الجمعية الوطنية في بكين أمس (أ.ب)
TT

تزامنا مع انطلاق أعمال المؤتمر السنوي لجمعيتها الوطنية وما سينجم عنه من انتقال السلطة إلى القيادة الجديدة في البلاد، كشفت الصين أمس عن زيادة كبيرة في موازنتها العسكرية إلا أنها أبرزت في المقابل أن إنفاقها على الأمن الداخلي سيتجاوز ميزانية الدفاع للعام الثالث على التوالي، مما يبرز قلق بكين إزاء المخاطر الداخلية. وأظهرت الميزانية التي أعلن عنها في افتتاح المؤتمر السنوي للبرلمان أن الإنفاق على جيش التحرير الشعبي سيزيد بنسبة 10.7% ليصل إلى 740.6 مليار يوان (119 مليار دولار) بينما ستزيد ميزانية الأمن الداخلي بنسبة 8.7% إلى 769.1 مليار يوان (123 مليار دولار).

وتبرز الأرقام أن اهتمام الحزب الشيوعي الحاكم لا ينصب فقط على النزاعات الإقليمية مع اليابان وجنوب شرقي آسيا وعودة تركيز الولايات المتحدة على المنطقة، بل على الاضطرابات الشعبية الناجمة عن الفساد والتلوث وإساءة استغلال السلطة أيضا.

وقال نيكولاس بيكلين الباحث في منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية: «هذا يظهر أن الحزب مهتم أكثر بمخاطر اضطراب الاستقرار المحتملة النابعة من داخل البلاد أكثر من تلك النابعة من الخارج وهو ما ينبئنا بأن الحزب أقل ثقة بكثير». وأضاف: «الحكومة الواثقة التي لا تخشى شعبها ليست بحاجة لموازنة أمن داخلي تفوق الإنفاق الدفاعي». ولا يزال الإنفاق الدفاعي بالصين يمثل نحو 5.4% من إجمالي الإنفاق ارتفاعا من 5.3% العام الماضي.