تنظيم «القاعدة» يستهدف النساء

بدأ التركيز على المعتقلات على ذمة قضايا أمنية منذ سنوات

TT

خطاب تنظيم «القاعدة» الموجه للنساء، وتحريضهن على الخروج عن القانون ليس أمرا جديدا، حيث إن دعوة إبراهيم الربيش، القيادي البارز في تنظيم القاعدة، للعناصر المفرج عنهم في السعودية لمواصلة العمل المسلح بعد إطلاق سراحهم شملت أيضا المرأة.

الدعوة جاءت بعد يوم واحد من صدور بيان شرطة منطقة القصيم حول القبض على عدد من المتجمهرين أمام مقر هيئة التحقيق والادعاء العام في مدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم، ومعهم عدد من النساء والأطفال، بعد رفضهم فض الحشد الممنوع بشكل مطلق، وفق النظام السعودي العام.

الربيش تطرق إلى قضية توقيف نساء من بين المشاركات في الاعتصامات المطالبة بإطلاق سراح متهمين بقضايا على صلة بـ«الإرهاب»، قائلا: «ما هو ذنب هؤلاء الأخوات؟ لو تتبعنا قضاياهن لوجدنا هذه ذنبها أنّ زوجها أو أحد محارمها من المجاهدين»، على حد تعبيره.

يشار إلى أن التركيز على مسألة النساء المعتقلات على ذمة قضايا أمنية ذات صلة بالتنظيمات الدينية المسلحة في السعودية، ليس وليد هذا الحدث الأخير، فقد هدد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في 3 يونيو (حزيران) 2010 بشن عمليات اختطاف تستهدف كبار المسؤولين في السعودية، ردا على اعتقال السلطات السعودية امرأة محكوما عليها من قبل القضاء السعودي بـ15 عاما على ذمة قضايا دعم الجماعات الدينية المسلحة في السعودية.

الجدير بالذكر أن تصعيد الاهتمام بمسألة الموقوفين والموقوفات، على وجه الخصوص، على ذمة قضايا أمنية ذات طابع جهادي، اقتصر أمره سابقا، في الغالب، على المتعاطفين مع فكر وثقافة الخطاب الجهادي القاعدي، وبيانات دورية معتادة من قبل هيئات إنسانية عالمية، ولكن في الفترة الأخيرة، منذ بضعة أشهر، اتسعت دائرة الاهتمام لتضم أطيافا منوعة من غير المنخرطين في فكر «القاعدة».

وصدر من عدد منهم مواقف وخطب وتعليقات على موقع «تويتر»، للحشد والتعبئة وإثارة العاطفة «الاجتماعية» لا الدينية فقط، نظرا لحساسية المجتمع السعودي، المعتادة، تجاه أي شأن يتعلق بالمرأة، بصرف النظر عن التفاصيل، واعتبار مسألة المرأة استثنائية، مهما كانت قضيتها، وهو ما نظر له البعض باعتباره نظرة «تمييزية» سلبية ضد المرأة، من حيث يريد قائلها الاعتزاز بالمرأة، حيث تصبح مجردة من التكليف والمسؤولية الجنائية والأدبية، بالاتكاء على الحساسية العالية التي يحيط بها المجتمع المرأة في كل الظروف والأحوال.