القمة العربية تمنح المعارضة «مقعد دمشق».. وخادم الحرمين: النظام يفشل المبادرات

الملك عبد الله يدعو في كلمة ألقاها الأمير سلمان الشعب الفلسطيني وقادته لتجاوز كل الخلافات

معاذ الخطيب جالسا في مقعد سوريا (أ.ف.ب) و الامير سلمان بن عبد العزيز لدى ترؤسه الوفد السعودي في القمة العربية (إ.ب.أ) و أمير قطر في حديث باسم مع العاهل الأردني وبدا إلى جانبهما ملك البحرين (أ.ف.ب)
TT

سمحت القمة العربية في الدوحة أمس بحق كل دولة عربية في تسليح المعارضة السورية، وبمنح الائتلاف الوطني المعارض جميع مقاعد دمشق في الجامعة العربية ومنظماتها حتى تنظيم انتخابات في سوريا تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة فيها. وأكد قرار القمة الذي تمت الموافقة عليه بحسب مصدر في الجامعة العربية مع تحفظ الجزائر والعراق ونأي لبنان بنفسه، على «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على الحق لكل دولة وفق رغبتها تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».

في غضون ذلك، قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في خطاب ألقاه نيابة عنه في الجلسة الافتتاحية للقمة، الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد: «إننا ما زلنا عند اعتقادنا أن نظام الأسد ماضٍ قدما لإفشال أي مبادرة عربية أو دولية لحل الأزمة سياسيا حتى لو أعلن عن قبولها طالما أن لديه القناعة بإمكانية حل الموضوع بالوسائل الأمنية والعسكرية خاصة مع استمرار تلقيه ما يحتاجه من العتاد العسكري من مصادر لا تخفى على أحد». وتطرق خادم الحرمين الشريفين إلى النزاع العربي - الإسرائيلي، وقال إن هذا النزاع الذي مضى عليه أكثر من ستة عقود سيظل محتدما ما لم ينل الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين حقوقه المشروعة التي أقرت بها جميع قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك حقه الطبيعي في العيش الكريم في كنف دولة مستقلة تتوفر فيها عناصر السيادة والاستقلال والتواصل الجغرافي.

وأشار الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أن الشعب الفلسطيني وقياداته مطالبون اليوم أكثر من أي وقت بتجاوز كل الخلافات والوقوف جبهة واحدة تستند في نضالها إلى جبهة عربية متراصة توفر لها كل الدعم والمساندة.

من جهته، قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في كلمته الافتتاحية للقمة «نحن مع الحل السياسي الذي يحقن الدماء ويصون الأرواح شريطة أن لا يعيد هذا الحل عقارب الساعة إلى الوراء». وقال: «إنني لأرى، قريبا، سوريا العظيمة تنهض من الركام لتبني مجدها من جديد».

وجلست المعارضة السورية أمس للمرة الأولى على مقعد سوريا في قمة عربية، وترأس الوفد السوري رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب وجلس في مقعد رئيس وفد «الجمهورية العربية السورية»، فيما رفع «علم الاستقلال» الذي تعتمده المعارضة بدل العلم السوري.

وقال الخطيب إن الشعب السوري دفع ثمن حريته من دمه، وقراره ينبع من مصالحه، ويرفض وصاية أي جهة في اتخاذ قراره.

ولفت إلى أن «جامعة الدول العربية قدمت مبادرة شجاعة بتقديم مقعد سوريا للسوريين بعد مصادرة قراره لمدة نصف قرن»، وقال إن «هذا المقعد هو جزء من الشرعية التي حرم منها الشعب السوري طويلا، وإن هذا التجاوز للضغوط الدولية ليس فقط إنجازا يقدم للشعب السوري، بل يدل على ما قد يحصل في حال التعاضد».