أول سفارة للائتلاف السوري والخطيب يدعو المعارضة للاتحاد

دمشق تعتبر الجامعة العربية «طرفا» في الأزمة وتحذر من «امتداد الحريق» إلى بلدان أخرى

افتتاح أول سفارة للائتلاف السوري في الدوحة
TT

تسلم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أول سفارة رسمية له حول العالم، وذلك في العاصمة القطرية الدوحة. وتأتي عملية التسليم في الوقت الذي اعتبرت فيه دمشق أن جامعة الدول العربية باتت «طرفا» في الأزمة السورية، وذلك ردا على قرار القمة العربية منح مقعد سوريا للمعارضة وتأكيد حق الدول في تسليحها، وهو ما انتقدته أيضا موسكو وطهران حليفتا نظام الرئيس بشار الأسد.

السفارة الجديدة حملت اسم «سفارة الائتلاف السوري - الدوحة»، وتسلمها كل من رئيس الائتلاف معاذ الخطيب وغسان هيتو، رئيس الحكومة المؤقتة، إضافة إلى نزار الحركي، السفير السوري الجديد في الدوحة، وبمشاركة خالد العطية، وزير الدولة للشؤون الخارجية في قطر.

وقد دعا الخطيب بالمناسبة «مكونات الائتلاف إلى الاتحاد، وخصوصا مع وجود أخطاء داخل الثورة»، معترفا بأن الأخطاء موجودة في الجسم المدني والجسم العسكري.

وأضاف: «إن السبيل للنصر هو التوحد والتعاون والتنسيق ونسيان الذات، ولدينا الكثير ممن يتجاوزون ذلك». وزاد: «نقول لكل المدنيين والعسكريين إنه كلما توحدتم قصر الطريق نحو النصر، وإنها رسالة للجميع».

ويأتي افتتاح أول سفارة للائتلاف السوري المعارض بعد يوم من تسلمه مقعد «دمشق» في جامعة الدول العربية أول من أمس، والذي يتطلع فيه الائتلاف إلى الاستمرار بفتح المزيد من السفارات في الدول العربية، والحصول على مقاعد سوريا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية.

من جهته، قال نزار الحراكي، سفير الائتلاف السوري لدى قطر لـ«الشرق الأوسط»: «إن ذلك التكريم يأتي بعد 40 عاما من الصبر، وإن افتتاح السفارة يعتبر كسقوط ورقة التوت عن النظام، حتى يسقط بالكامل، حيث إن قوى الائتلاف تنتصر بالداخل»، على حد تعبيره.

وأضاف الحراكي: «نحن نتقدم سياسيا ودبلوماسيا، ونشكر قطر على هذا الإنجاز، والآن نستطيع أن نخدم شعبنا الذي هو بحاجة إلى أن تقف معه الدول العربية، كما نشكر كل الدول التي وقفت معنا وخصوصا المملكة العربية السعودية، والإمارات والكويت ومصر، إضافة إلى تركيا».

من جهتها اتهمت الحكومة السورية جامعة الدول العربية بأنها باتت «طرفا» في الأزمة السورية، وذلك ردا على قرار القمة العربية منح مقعد سوريا للمعارضة وتأكيد حق الدول في تسليحها.

وقالت دمشق إن القرار وضع حدا نهائيا «لأي دور ممكن للجامعة العربية في حل الأزمة في سوريا بالطرق السياسية ويجعلها طرفا في الأزمة وليس طرفا في الحل».

وحذرت دمشق من أن الدول «التي تلعب بالنار» من خلال دعم «الإرهابيين»، لن تكون في منأى «عن امتداد هذا الحريق لبلدانها»، معتبرة أن القمة شجعت «نهج ممارسة العنف والتطرف والإرهاب» الذي ترى فيه خطرا «على الأمة العربية وعلى العالم بأسره».

وعلى خط مواز، قالت موسكو الحليفة الدولية الأبرز للنظام، إن قرار الجامعة «غير مشروع وغير مبرر» لأن الحكومة السورية «كانت ولا تزال الممثل الشرعي للدولة العضو في الأمم المتحدة»، وذلك في بيان للخارجية الروسية.

واعتبرت طهران أن منح المقعد «إلى ما يسمى الحكومة المؤقتة» للمعارضة، هو «سابقة خطيرة بالنسبة للجامعة العربية»، بحسب تصريحات لوزير الخارجية علي أكبر صالحي.