راعي سوري: نحتضن أطفالنا عند القصف وحين يهدأ ينشدون لـ«الحر»

مهجرون في كهوف إدلب الطبيعية وآثارها الرومانية

عائلة سورية تقيم بين تلال إدلب (صورة خاصة بـ»الشرق الأوسط»)
TT

في سوريا حيث شاهدنا الحرب، على الحدود, وبالقرب من المكتب الذي يقوم فيه الضباط الأتراك بفحص جوازات سفرنا وبطاقاتنا الصحافية عند معبر باب الهوى، ثمة حفر في الكتل الخرسانية، أحدثتها شظايا انفجار سيارة مفخخة قدمت من سوريا قبل 6 أسابيع, حيث لم يعد مسموحا للسيارات بعبور الـ500 متر الحدودية، التي لا تتبع لإحدى الدولتين، لذا انتظرنا حافلة قديمة مزدحمة لتقلنا إلى الجانب السوري من الحدود، وسط غابة من مخيمات اللاجئين، الذين يقتربون قدر الإمكان من الجانب التركي. وعلى الجانب الآخر، ينتظر مقاتلو الجيش السوري الحر، بالقرب من دبابة محطمة تابعة للجيش النظامي، للتحقق من الأوراق التي تثبت هويتنا.

التقينا أبو فيصل، وهو راعي غنم، ورث مهنة أجداده، وقد عزله لجوؤه إلى مقبرة هنا، عن أرضه وحياته، لكنه الخيار الأفضل أمام أسرته، كذلك انتقل المئات من الأسر للعيش تحت الأرض في الكهوف الطبيعية والمواقع الرومانية الاثرية. ويصف فيصل كيف يتكيف أطفاله مع الحياة، فيقول: «عندما تحلق الطائرات يجب أن نحتضن أطفالنا لأنهم يصرخون. إنهم يعرفون بالضبط ما يحدث. وعندما يهدأ الحال، يخرجون وينشدون الأغاني لدعم الجيش الحر».