رحيل المرأة التي غيرت وجه بريطانيا والعالم

زعماء العالم ينعون مارغريت ثاتشر .. وأوباما يعتبرها «صديقة حقيقية» * جلسة برلمانية خاصة لنعيها وجنازة رسمية.. وكاميرون: ساهمت في رفع دولة كانت راكعة

ثاتشر في خطابها الأخير رئيسة لوزراء بريطانيا أمام مؤتمر حزب المحافظين في 13 اكتوبر (تشرين الأول) 1989 وخلفها جون ميجور الذي خلفها بعد عام (أ.ف.ب)
TT

نعت بريطانيا وزعماء العالم أمس رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر، التي توفيت امس اثر اصابتها بجلطة في المخ، عن 87 عاما.

وأعلنت الحكومة البريطانية أمس إقامة جنازة رسمية لها من دون تحديد موعد، فيما امر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بقطع العطلة الفصلية للبرلمان البريطاني، لعقد جلسة خاصة يوم غد لتعديد مآثر الراحلة ثاتشر التي حكمت في الفترة بين عامي (1979 - 1990). وعبر كاميرون عن حزنه لوفاة ثاتشر التي قال انها «انقذت بلادها» واسهمت في رفع دولة كانت «راكعة» بسبب الازمة الاقتصادية التي عصفت بها. ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما الراحلة بانها نموذج لنساء العالم بعد ان أصبحت أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في المملكة المتحدة. وقال ان بلاده فقدت «صديقة حقيقية». ويعتبر كثيرون البارونة الراحلة، انها غيرت وجه بريطانيا والعالم من خلال سياساتها الاقتصادية، ومساهماتها في انهاء الحرب الباردة، من خلال تحالفها مع الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان، الامر الذي ادى لنهاية الشيوعية، وضم اوروبا الشرقية للاتحاد الاوروبي. وشغلت «السيدة الحديدية» التي ملأت دنيا السياسة البريطانية مواطنيها لأكثر من عقد من الزمن, واشتهرت بأنها احتفظت طيلة حياتها السياسية بقناعات راسخة لم تحد عنها ولم تتردد في الإصرار عليها مهما اشتدت المعارضة وقويت الانتقادات. ولعل من أشهر مقولاتها، في هذا السياق إبّان فترة حكمها الطويلة، ردا على مطالبات أتت حتى من معتدلي حزبها المحافظ، «غيّروا اتجاههم إن شئتم.. فالسيدة لا تغيّر». وكان من أصدق الأوصاف التي حظيت بها من أحد أقرب المقربين إليها، مالكولم ريفكند الذي تولى منصبي وزير الخارجية ووزير الدفاع، قوله إنها شخصية سياسية «لا تكترث بالشعبية الآنية، بل يهمها العمل على بناء شعبية طويلة الأمد».

ويذكر محبّو ثاتشر وخصومها، على السواء، عددا من مواقفها الصارمة خلال سنواتها الـ11 في السلطة، منها موقفها الصلب الذي شجع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب على خوض حرب تحرير الكويت، وإقدامها على تحرير جزر الفوكلاند بعدما غزتها القوات الأرجنتينية، ورفضها التنازل أمام إضراب السجناء السياسيين الجمهوريين في آيرلندا الشمالية.