إسرائيل مستعدة لمناقشة الوجود الروسي في الجولان

السعودية تستنكر التدخل السافر لحزب الله في سوريا

مرتفعات الجولان ويشقها حاجز إسرائيلي أقيم أخيرا لفصل الجانب السوري ويتوقع الانتهاء منه نهاية 2013 (أ.ف.ب)
TT

رجحت مصادر في وزارة الخارجية الروسية مناقشة الاقتراح الذي طرحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إرسال قوات حفظ سلام روسية إلى هضبة الجولان، خلال زيارة زئيف إلكين وفاينا كيرشينباوم نائبي وزيري الخارجية والداخلية الإسرائيليين، إلى موسكو أمس.

وقالت المصادر ذاتها إن موسكو تؤكد وجود الأساس القانوني الذي يسمح بإرسال قواتها بعد موافقة كل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإسرائيل بعيدا عن التحفظات التي يعود تاريخها إلى 40 سنة مضت، في إشارة إلى تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للجولان. وكان إلكين كشف في وقت سابق استعداد بلاده لمناقشة هذه المسألة في حال طرحها الجانب الروسي.

من جهته, أدان مجلس الوزراء السعودي برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلمان بن عبد العزيز, التدخل السافر لحزب الله اللبناني في الأزمة السورية.

وفي باريس, أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس مباحثات حول تطورات الأوضاع في سوريا مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس وذلك في حضور الأمير بندر بن سلطان، رئيس مجلس الأمن الوطني. (تفاصيل ص 2و6) كما حضره سفير السعودية لدى فرنسا الدكتور محمد آل الشيخ. ومن الجانب الفرنسي، شارك في الاجتماع مدير مكتب الوزير فابيوس ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي كريستيان نخلة. ولم يدل أي من الوزيرين بتصريحات صحافية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع أن الاجتماع في كليته خصص لدراسة الوضع في سوريا حيث تمت مناقشته «في العمق» وعلى ضوء التطورات العسكرية الميدانية المتلاحقة في الأسابيع الأخيرة. وعبر الطرفان السعودي والفرنسي عن «قلقهما» لما هو حاصل وعن شعورهما بـ«حرج الموقف والحاجة إلى القيام بعمل سريع وطارئ».

وانطلاقا من حالة التشخيص المشتركة، عرض الجانبان «جملة احتمالات لتعبئة دولية» من أجل البحث عن حلول ما لما يدور في سوريا حيث تتميز المرحلة الحالية على حد قول المصادر المشار إليها بـ«انخراط غير مسبوق لإيران وحزب الله» في الحرب على المعارضة.

ونقلت هذه المصادر أن ثمة «رغبة مشتركة في منع كسر شوكة المعارضة العسكرية» بالنظر لما لهذا الأمر من انعكاسات سياسية ستنسحب على الجهود من أجل الدعوة إلى مؤتمر جنيف2.

وجاء الاجتماع التشاوري أمس بينما يسلك الوضع في سوريا منحى جديدا حيث يواجه مشروع الدعوة لعقد اجتماع جنيف2 صعوبات كثيرة إن على صعيد جدول الأعمال أو على صعيد تشكيل وفدي النظام والمعارضة أو لجهة جوهر الاجتماع وغايته، أي تشكيل سلطة انتقالية تعود إليها الصلاحيات الحكومية والرئاسية على السواء، وامتدادا مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وتتفق باريس والرياض على الحاجة لحل سياسي ولكن من غير الأسد الذي لا تريان أنه له دور في سوريا الغد. بيد أن الطرفين حريصان على توفير الدعم للمعارضة السورية والوقوف إلى جانبها وهو ما كان أكد عليه الأمير سعود الفيصل قبل أيام. كذلك تشدد باريس والرياض على الحاجة إلى حماية لبنان من عدوى الأزمة السورية والتنديد بمشاركة حزب الله في الحرب الدائرة إلى جانب النظام السوري.

وكانت مصادر رسمية فرنسية أشارت قبل بدء الاجتماع إلى أهمية التشاور بين باريس والرياض في هذه المرحلة، خصوصا بشأن الأزمتين الرئيسيتين في الشرق الأوسط وهما الملف السوري والملف الإيراني، إضافة إلى تطورات ملف الشرق الأوسط والجهود التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لجمع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات.

وترى باريس أنه فيما تعاني منطقة الشرق الأوسط من بؤر توتر وتهديد للاستقرار إن في المشرق العربي أو مغربه، فإن باريس «حريصة على تنمية علاقاتها مع الرياض» التي تنظر إليها على أنها «قطب للاستقرار والتنمية» وبالتالي فإن مصلحة البلدين تكمن في توثيق تعاونهما ومده إلى كافة الميادين والقطاعات، فضلا عن أن ذلك يمثل «ترجمة للشراكة الشاملة» ولمفهوم «العلاقات الاستراتيجية» التي يرغب الطرفان في إقامتها.