حسم الجيش اللبناني الوضع في مدينة صيدا أمس، بعد اشتباكات دامية خاضها مع مسلحي إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير على مدى يومين. وتمكنت وحدات الجيش اللبناني بعد ظهر أمس من محاصرة ما يعرف بـ«المربع الأمني» للأسير، قبل السيطرة بالكامل عليه، واعتقال من بقي داخله من مسلحين وتحرير المدنيين المحتجزين، بينما لم يعرف مكان وجود الأسير والفنان المعتزل فضل شاكر.
وانتهت الاشتباكات، وهي الأعنف في مدينة صيدا منذ الحرب الأهلية منتصف السبعينات، بمقتل 16 جنديا من الجيش اللبناني، بينهم ضباط، وإصابة نحو مائة آخرين بجروح، بينما تضاربت التقديرات الإعلامية لعدد القتلى في صفوف الأسير بين عشرين وثلاثين مقاتلا، بينهم مدير مكتب الأسير الإعلامي وشقيق شاكر. وذكرت تقارير إعلامية أن بين مقاتلي الأسير سوريين وفلسطينيين. وتمكن مصورو وكالة الصحافة الفرنسية من تصوير جثتي مقاتلين في صفوف الأسير، أحدهما فلسطيني والآخر سوري، يرتديان لباسا عسكريا، ويحملان جعبا وذخيرة.
وانتقل التوتر مع تضييق الجيش اللبناني حصاره على مقر الأسير إلى مناطق لبنانية أخرى، شهدت قطع طرق بالإطارات المشتعلة تضامنا مع الأسير.