مصر تنهي اعتصام «رابعة»

إعلان الطوارئ وحظر التجول لمدة شهر * قتلى وجرحى بالمئات وحرائق بعد عملية فض الاعتصامات * مطالبات دولية بضبط النفس

قوات الأمن المصرية توقف عناصر من مناصري الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلال عملية لفض اعتصام ميدان نهضة مصر قرب جامعة القاهرة أمس (أ.ب)
TT

شهدت مصر أمس يوما عصيبا، بدأ مع الساعات الأولى للصباح اثر قيام قوات الأمن بعمليتين متزامنتين لفض اعتصامي أنصار جماعة الإخوان المسلمين في طرفي العاصمة، ميدان «رابعة العدوية» شرقا، وميدان «نهضة مصر» في محافظة الجيزة.

وخلال وبعد محاولتي فض الاعتصام، وقعت اشتباكات دامية بين أنصار الجماعة ومواطنين وقوات من الشرطة، إثر تحرك عدد من المعتصمين في عدد من شوارع العاصمة، مما أسفر عن سقوط نحو 278 قتيلا ومئات المصابين، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة المصرية مساء أمس، كما شن انصار الجماعة هجمات في عدد من المحافظات على مقار الحكومة ومباني الامن ومقراته وقاموا بحرق عدد منها كما اشعلوا الحرائق في الشوارع. وشهدت عدة محافظات مصرية اعتداءات لعدد كبير من الكنائس في أكثر من محافظة، أبرزها سوهاج والمنيا وبني سويف والفيوم وأسيوط والإسكندرية والعريش، بدرجات متفاوتة، بدءا من محاولات لاقتحامها، وصولا إلى حرق بعضها بالكامل. وقالت قوات الامن أمس، أنها انهت اعتصام رابعة العدوية واعتصام ميدان نهضة مصر بالجيزة، لكن عددا من أنصار الجماعة قاموا بالتجمع من جديد في شوارع منطقة المهندسين بالجيزة، وبخاصة في ميدان «مصطفى محمود»، حيث قاموا بالاعتصام وإقامة منصة جديدة، والاشتباك مع سكان وقوات الأمن، وتبادل لإطلاق النيران. وأعلنت مصادر أمنية عن توقيف عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، رافضة الكشف عن أسمائهم، ومؤكدة أنه «سيُكشف عن هويتهم فور بدء التحقيقات بواسطة النيابة العامة في مصر».

وقال بيان لرئاسة الجمهورية ظهر أمس إن «الرئيس عدلي منصور قرر بعد موافقة مجلس الوزراء إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية لمدة شهر، مبررا ذلك بـ«تعرض الأمن والنظام في أراضي الجمهورية للخطر بسبب أعمال التخريب المتعمدة، والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، وإزهاق أرواح المواطنين من قِبل عناصر التنظيمات والجماعات المُتطرفة».

كما أوضح بيان للحكومة، صدر لاحقا، حظر التجول الذي سيكون يوميا من الساعة السابعة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، لمدة شهر، يشمل 11 محافظة هي القاهرة والجيزة والإسكندرية والسويس وبني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج والبحيرة وشمال سيناء وجنوب سيناء، وأنه سيعاقب بالسجن كل من يخرق حظر التجول.. إلا أنه جرى تأجيل فرض الحظر أمس إلى الساعة التاسعة مساء بصورة استثنائية. وقال وزير الداخلية محمد ابراهيم في مؤتمر صحافي مساء أمس أن عدد ضحايا الشرطة بلغ 43 قتيلا، بينهم 18 ضابطا اثنان منهم برتبة لواء واثنان برتبة عقيد.. كما اصيب 211 بجروح بينهم 55 ضابطا وبعضهم بحالة حرجة. كما أعلن إبراهيم أنه «جرى اقتحام 21 مركزا للشرطة والتعدي على سبع كنائس بعضها أتلف والبعض الاخر احرق، كما اقتحموا الطابق الارضي من وزارة المالية وقاموا بسرقة 14 سيارة نقل اموال». واضاف أن قوات الشرطة «فوجئت بقيام اعداد من المعتصمين باطلاق العيارات النارية والخرطوش باتجاه قوات الشرطة التي اصرت على اعتماد اقصى درجات ضبط النفس، وتمكنت من فض اعتصام النهضة من دون خسائر, وضبطت اسلحة نارية من بينها عشر بنادق الية و29 بندقية خرطوش وست قنابل يدوية». كما اتهم ابراهيم «عناصر اخوانية بالتحصن في بعض المباني المرتفعة في رابعة العدوية واطلاق النار بكثافة على قوات الشرطة التي تمكنت بعدها من تضييق الطوق الامني عليهم واقتحام المباني واعتقالهم وضبط كميات من الاسلحة بحوزتهم».

ومساء أمس، قدم السياسي المصري الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية، استقالته من منصبه. وقال في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي «لقد أصبح من الصعب عليّ أن أستمر في حمل مسؤولية قرارات لا أتفق معها».

على صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الإماراتية إنها تتابع «باهتمام بالغ تطورات الأوضاع على الساحة المصرية، وتؤكد تفهمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بعدما مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال الفترة الماضية».

في غضون ذلك، توالت المناشدات الدولية للقيادة المصرية بضبط النفس، كما أدانت عدد من الدول الغربية والإقليمية ما قالت إنه «تدخل عنيف لفض الاعتصامات».