مفاوضات السلام تبدأ بلا صور وخلف «جدار السرية»

بان كي مون في رام الله والقدس لدعم الجهود

أحد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم لدى وصوله إلى منزله أمس (أ.ب)
TT

في أجواء من التكتم والسرية، وبلا صور او اجراءات بروتوكولية، جرت عليها العادة في مثل هذه المناسبات، انطلقت المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في القدس أمس، بعد توقف دام ثلاث سنوات، بلقاء بين طاقمي التفاوض في فندق الملك داوود. وتعمد المفاوضون الالتقاء بعد الظهر، من دون أي اعلان مسبق عن موعد اللقاء، أو أي اجراءات بروتوكولية، فلم يلتقطوا الصور كالعادة ولم يدلوا بأي تصريحات قبل أو بعد المباحثات.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري، طلب من الطرفين ابقاء المفاوضات طي الكتمان وخلف «جدار من السرية»، وقال انه الوحيد المخول بالتصريح عن المفاوضات، على أمل ان تساعد السرية، في انجاح المباحثات التي يفترض ان تستمر تسعة أشهر بالتناوب بين القدس وأريحا.

ومن غير المعروف الى أي حد يمكن ان تصمد المفاوضات اذا ما نفذت اسرائيل فعلا الاف المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس. وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، «اذا استمر الاستيطان ستنهار المفاوضات». وأضاف للأذاعة الرسمية «لا يستطيع أحد ولا كيري بيعنا أوهاما، وواهم من يعتقد ان المفاوضات يمكن ان تستمر في ظل الاستيطان».

وستركز المفاوضات مبدئيا على قضيتي الحدود والأمن. وتحظى المفاوضات بدعم دولي كبير. وأعلنت الأمم المتحدة رسمياً أن أمينها العام بان كي مون سيبدأ اليوم جولة في المنطقة لدعم محادثات السلام الإسرائيلية- الفلسطينية.

ويفترض ان يبدأ كي مون جولته بعمَّان حيث يلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم ينتقل إلى رام الله لمقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزرائه المكلف رامي الحمد الله، قبل انتقاله إلى القدس للقاء الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بوي، ان كي مون يزور المنطقة «لدعم المفاوضات» المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين، باعتبار الامم المتحدة شريكا كاملا في اللجنة الرباعية للشرق الاوسط مع الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي. وأضاف المتحدث ان الأمين العام سيلتقي خلال جولته المفاوضين عن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام مارتن إنديك. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط« ان زيارة بان كي مون مهمة، كونه يأتي الى الدولة الفلسطينية الجديدة لأول مرة. وأضافت «القيادة الفلسطينية ستبحث معه دور (الرباعية الدولية) في العملية السلمية».

وبينما تحظى المفاوضات بدعم دولي، فانها على الصعيد الداخلي الفلسطيني، تحظى بمعارضة شديدة. وقبل ساعات فقط من انطلاق جولة المفاوضات، كشف وزير الإسكان الإسرائيلي يوري أرييل عن خطط لبناء آلاف المستوطنات. وقال أرييل للإذاعة الإسرائيلية «سنبني آلاف المساكن خلال السنوات المقبلة في الضفة الغربية», مضيفا «لا أحد يملي علينا أين نبني».