انفجار يهز الضاحية ويستهدف مجمع حزب الله

القتلى والجرحى بالعشرات * الحريري يدعو لتجنب «شرك الفتنة» * انتشار عناصر الحزب على الأرض

مشهد للنيران المشتعلة في مكان الانفجار الذي وقع في منطقة الرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت امس في وقت يجاهد السكان لاطفائها (رويترز)
TT

تعرض الأمن اللبناني أمس إلى ضربة قوية، بعد تفجير ضخم هز قلب الضاحية الجنوبية معقل حزب الله وعلى بعد أمتار قليلة من «مجمع سيد الشهداء» الذي بات يعتمده الحزب مقرا لغالبية احتفالاته الشعبية التي يخطب فيها أمينه العام حسن نصر الله الذي أطل فيه شخصياً قبل أسبوعين خلال احتفال الحزب بيوم القدس العالمي.

وفي نتيجة أولية للتفجير، افادت مصادر أمنية بوقوع 20 قتيلا على الأقل ونحو 100 جريح جراء ضخامة الانفجار الذي كان دويه عاليا جدا وسمع في انحاء عديدة من بيروت وضواحيها. وقال شهود عيان لـ«الشرق الوسط» ان حزب الله سارع إلى إقفال مداخل الضاحية، ونزلت عناصره على الأرض بشكل مباشر لتفتيش السيارات الداخلة اليها تفتيشا دقيقا من دون مشاركة القوى الأمنية الرسمية.

أما في النتيجة السياسية، فقد بدا «السيناريو السوري» يلوح في الأفق مع توالي الاختراقات الأمنية لأمن الحزب، خصوصا انه التفجير الثاني الذي يقع في قلب الضاحية خلال 40 يوما.

وسارعت القيادات السياسية الى محاولة إبعاد «شبح الفتنة» من خلال تاكيدها على الوحدة الوطنية وعلى اتهام بعضها لإسرائيل بالضلوع في الجريمة، فرأى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أحد ركني التحالف الشيعي، أن «هذه الجريمه لا تخدم سوى العدو الإسرائيلي الذي يتربص بلبنان الدوائر لخلخلة وضرب عناصر الوحدة الوطنية». ورأى أن «هذه الجريمة الدموية التي تهدف لايقاع الفتنة تستدعي من اللبنانيين وقياداتهم الروحية والمدنية اليقظة والوحدة واتخاذ الأهبة الوطنية لمواجهة الاستحقاقات والتحديات المفروضة على وطننا». واتهم النائب وليد جنبلاط بدوره إسرائيل بالضلوع في الجريمة، في حين دعا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى «تجنب شرك الفتنة»، ورأى أنّ الانفجار «حلقة في مسلسل إرهابي خبيث يرمي إلى إضرام نار الفتنة والشرّ في كلّ أرجاء لبنان، وضرب مقوّمات هذا البلد الذي يجاهد للابتعاد عن الحرائق المحيطة». واكد تضامن جميع اللبنانيين «مع أبناء الضاحية، لا سيّما مع أهالي الشهداء والضحايا والمتضرّرين، في مواجهة أي مخططات تستهدف أمنهم وكرامتهم، وتعمل على استدراج لبنان إلى هاوية الفتنة والاقتتال الأهلي من جديد».