مشروع قرار بريطاني للتحرك في سوريا أمام مجلس الأمن.. والجيش التركي يرفع درجة التأهب

مفتشون دوليون يتجولون في حي زملكا بحماية مقاتلين من "الجيش السوري الحر" أمس ضمن جولة تفقدية في العاصمة السورية دمشق للتحقيق باستخدام اسلحة كيماوية (رويترز)
TT

بحث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس مشروع قرار بريطاني يدين استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا ويدعو لتحرك دولي. وبعد مشاورات أولية للأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن صباح أمس في نيويورك، لم يحدد بعد موعد للتصويت على مشروع القرار.

وصرح وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أمس في لندن بأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية مواجهة النظام السوري بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية، حتى في حال تعثر التوصل لاتفاق في الأمم المتحدة. وأضاف: «نحن واضحون أنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق، إذا لم يتحقق اتفاق في الأمم المتحدة... ستكون لدينا والأمم الأخرى مسؤولية بشأن الأسلحة الكيماوية». تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تستعد فيه بريطانيا للتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي للبحث عن «جميع التدابير الضرورية» لحماية المدنيين.

وقال: «هذا أول استخدام للأسلحة الكيماوية في القرن الـ21.. إنه أمر غير مقبول، يتعين علينا أن نواجه أمرا هو بمثابة جريمة حرب.. إذا لم نفعل ذلك فإننا سوف نضطر لمواجهة جرائم حرب أكبر في المستقبل».

ومن جهته، طلب مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أمس من بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية أن يأمر فريقا من خبراء الأسلحة الكيماوية موجودا حاليا في دمشق بالتحقيق في ثلاث هجمات لمقاتلي المعارضة قال إن الجنود السوريين استنشقوا خلالها غازات سامة.

وقال الجعفري للصحافيين إنه طلب من بان أن يكلف فريق المحققين الموجود حاليا في دمشق فورا بالتحقيق في ثلاث حوادث وقعت في ريف دمشق في 22 و24 و25 أغسطس (آب) واستنشق خلالها أفراد الجيش السوري الغاز السام.

ومن جهته، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن الجيش التركي رفع درجة التأهب في مواجهة أي طارئ مع سوريا، في وقت تؤيد فيه أنقرة تدخلا عسكريا ضد نظام بشار الأسد. وقال الوزير التركي للصحافيين: «منذ (مسألة) الأسلحة الكيماوية، نحن بالتأكيد في أقصى درجات التأهب»، موجها تحية إلى القوات التركية المنتشرة على طول الحدود المشتركة مع سوريا والبالغة 910 كيلومترات.

وفيما يتعلق بطبيعة التدخل المحتمل ضد النظام السوري ومشاركة تركيا في ذلك، أوضح داود أوغلو العائد من زيارة عمل للسعودية أن «كل الخيارات» مطروحة. وأضاف: «في الأوضاع الدقيقة مثل الوضع الراهن، يتم بحث كل البدائل وكل الخيارات وكل الأبعاد وكل السيناريوهات».

وكان داود أوغلو أكد الاثنين الماضي أن تركيا مستعدة للانضمام إلى تحالف عسكري دولي ضد النظام السوري المتهم باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم، حتى لو تم ذلك بمعزل عن الأمم المتحدة.

وبينما تواصلت التكهنات حول إمكانية شن ائتلاف عسكري يضم الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين وحلفاء من الشرق الأوسط، كانت الأعين على البيت الأبيض في انتظار قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقالت مصادر رسمية أميركية لـ«الشرق الأوسط» إن القرار النهائي يعود الآن لأوباما بعد أن قدمت وزارة الدفاع مقترحات خطط عسكرية، وبعد أن اجتمع الرئيس الأميركي بكبار مسؤولي الإدارة الأميركية لبحث الخيارات المتاحة بعد أن أكد وزير الخارجية جون كيري أول من أمس أنه من المؤكد القيام بعمل ما للرد على استخدام السلاح الكيماوي.