أوباما يمهد للضربة أوروبيا.. وبوتين يراوغ عشية قمة الـ20

لجنة نافذة في مجلس الشيوخ الأميركي توافق على قرار التحرك العسكري > تضارب بشأن انشقاق وزير دفاع سوري سابق

لاجئون سوريون يتجمعون عند معبر الحدود التركي سيلفيغوزو أمس (أ.ب)
TT

وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العاصمة السويدية استوكهولم أمس لتمهيد الأجواء في أوروبا أمام توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد استخدامه أسلحة كيماوية في ريف دمشق الشهر الماضي أودت بحياة المئات. وعشية قمة العشرين التي تنطلق اليوم في مدينة سان بطرسبورغ الروسية, بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مراوغا» في التعاطي مع الأزمة السورية، مرة بالإعلان عن دعم التدخل العسكري «بشروط» ومرة بالتصعيد عبر إرسال تعزيزات عسكرية إلى البحر المتوسط قبالة السواحل السورية.

ويستغل أوباما جولته الأوروبية، التي تمتد ثلاثة أيام وتشمل السويد وسان بطرسبورغ، لحث شركائه الأوروبيين على دعمه في التدخل العسكري في سوريا.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك ريفليدت إن الأسد تجاوز الخطوط الحمراء وإن سوريا ليست العراق. وأضاف أوباما أنه في حال الإخفاق في اتخاذ موقف فإنه «ليست مصداقيتي هي التي على المحك، بل مصداقية المجتمع الدولي ومصداقية الولايات المتحدة والكونغرس».

وترك أوباما وزيري الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيغل في واشنطن لاقناع الكونغرس بالتصويت لصالح مشروع قرار يفوض الجيش الأميركي لضرب سوريا. وبينما تتواصل النقاشات في مجلس الشيوخ الأميركي حول الضربة، حصلت الإدارة الأميركية على دعم مهم عصر أمس، إذ صوتت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي لصالح مشروع قرار يعطي تفويضا للإدارة الأميركية باستخدام القوة العسكرية في سوريا. وكان هناك انقسام في اللجنة النافذة، إذ حصل مشروع القرار على أغلبية 10 أصوات مقابل سبعة معارضين. وبعد الحصول على هذه الموافقة الأولية، سيكون على مجلس الشيوخ بأكمله التصويت على القرار. ولم يحدد بعد موعد للتصويت الذي من المرتقب أن يكون الأسبوع المقبل، ولكن تصويت أمس يرجح نجاح أوباما في الحصول على التفويض الذي طلبه من الكونغرس للتحرك في سوريا.

وفي موسكو, تراوح الموقف الروسي من الأزمة بين المهادنة والتصعيد, فللمرة الأولى منذ اندلاع «أزمة الكيماوي» أعلن بوتين موافقته على توجيه ضربات لسوريا شرط أن تكون عبر مجلس الأمن وإثبات تورط الأسد. غير أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت لاحقا تورط المعارضة السورية في استخدام الكيماوي في حلب. من جهتها، سخرت تركيا من التهديدات السورية باستهداف أراضيها «إذا شاركت في أي عدوان», وقال مصدر دبلوماسي تركي رفيع لـ«الشرق الأوسط» إن تركيا لديها «القدرة والإرادة للرد على أي هجوم سوري».

في غضون ذلك، تضاربت الأنباء بشأن انشقاق وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب عن النظام ولجوئه إلى تركيا.وقال كمال اللبواني، عضو «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لـ«الشرق الأوسط»، إن حبيب فر بمساعدة جهاز استخبارات دولة غربية، وإن الدول الغربية تحتاجه قبل الضربة العسكرية باعتباره «بنك معلومات». غير أن مصدرا سوريا رسميا نفى تلك التقارير.