انطلاق قمة العشرين في روسيا.. ومواجهة مرتقبة بين معسكري التأييد والمعارضة لضرب سوريا

ملفات اقتصادية على جدول الأعمال.. والرئيس الروسي اقترح مناقشة الملف السوري خلال مأدبة عشاء

أوباما يسارا يمشي بعد مصافحة الرئيس الروسي بوتين اليوم, أثناء استقبال بوتين لزعماء الدول المشاركة في قمة العشرين (أ.ب)
TT

وصل قادة مجموعة العشرين التي تمثل دول أكبر اقتصادات في العالم، إضافة إلى عدد من الدول النامية، إلى ضواحي عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبرغ حيث بدأت القمة أعمالها أمس الخميس وتختتم اليوم الجمعة.

وسيحظى الوضع في سوريا واحتمال شن الولايات المتحدة مع عدد من حلفائها عملية عسكرية ضد دمشق بمساحة خاصة من نقاشات زعماء دول العشرين رغم عدم إدراج ذلك على جدول الأعمال الرئيس.

وسيلتقي الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما وجها لوجه للمرة الأولى بعد تصريحات عاصفة بين الزعيمين حول توجيه ضربة إلى النظام السوري، وكان الجانب الأميركي قد ألغى قبل بضعة أسابيع قمة ثنائية بين بوتين وأوباما كان من المقرر عقدها لتداول الوضع في سوريا.

وكان باراك أوباما قد صرح خلال زيارة قصيرة للعاصمة السويدية قبيل توجهه إلى القمة بأن مسؤولية التحرك ضد سوريا لا تقع عليه وحده، بل على العالم أجمع. وقال أوباما في المؤتمر الصحافي أمس: «لست أنا من حدد الخط الأحمر، بل العالم، وذلك عندما أقرت حكومات تمثل 98% من سكان العالم بأن استخدام الأسلحة الكيماوية هو أمر مقيت».

والرئيس الروسي بدوره اقترح أن تتم مناقشة الملف السوري خلال مأدبة عشاء على هامش القمة، وحذر من أن روسيا ستعتبر توجيه أي ضربة إلى سوريا دون قرار من الأمم المتحدة بمثابة «عدوان»، مضيفا أن موسكو لن تقف بالضرورة مكتوفة الأيدي إذا ما حدث ذلك. وأوضح بوتين: «إن لدينا أفكارنا الخاصة حول ما سنقوم به، وكيف سيكون رد فعلنا في حال تطور الأمر إلى حد استخدام القوة».

وستسمح هذه القمة للمعسكرين بحشد صفوفهما، ومن المقرر عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين أنصار التحرك العسكري ضد سوريا مع اقتراب التاسع من سبتمبر (أيلول) موعد استئناف عمل الكونغرس الأميركي الذي سيبت في مسألة توجيه ضربة إلى سوريا.

وفي هذه الأجواء المشحونة تحاول الأمم المتحدة إرساء السلام بحيث أعلنت عن الوصول المفاجئ إلى روسيا لموفدها الخاص الأخضر الإبراهيمي لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على إقناع قادة العالم بعقد مؤتمر جنيف 2 الدولي حول سوريا.

وقال بان كي مون في بيان: «علينا ان ندفع أكثر لعقد مؤتمر دولي حول سوريا، الحل السياسي السبيل الوحيد لتفادي حمام دم في سوريا».

ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله ان الإبراهيمي سيحل الجمعة «ضيفا على فطور عمل مع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين».

وعلى هامش القمة التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رؤساء وفود البلدان الأعضاء في مجموعة «بريكس»والتي تضم البرازيل، الهند، الصين وجنوب أفريقيا، ويعقد هذا اللقاء لأول مرة عشية قمة العشرين. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس عقب اللقاء ان مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة ستدفع 100 مليار دولار لتأسيس صندوق يسعى لتحقيق الاستقرار في أسواق الصرف التي تأثرت سلبا بقرار متوقع لتقليص التحفيز النقدي الأميركي، وستسهم الصين صاحبة أكبر احتياطيات أجنبية في العالم بنصيب الأسد في الصندوق. لكن المبلغ سيكون أقل بكثير من 240 مليار دولار كانت متوقعة بادئ الأمر. وقال مسؤولون ان الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل بدء تفعيل الصندوق. وفي وقت سابق اليوم قال تشو قوانغ ياو نائب وزير المالية الصيني ونظيره الروسي سيرجي ستورتشاك ان هناك حاجة للاتفاق على التفاصيل وأشارا إلى أن هناك الكثير من العمل الذي يجب إنجازه في ما يتعلق بصندوق الاحتياطيات.