الأمن المصري يسترد «كرداسة» من المتشددين

قيادي في «الجماعة الإسلامية» لـ «الشرق الأوسط»: الزمر متوارٍ خشية التنكيل

مواطنان من كرداسة يحتميان من الرصاص خلف ساتر أمس (رويترز)
TT

نجحت قوات الأمن المصرية بدعم وحدات من الجيش في السيطرة على ضاحية كرداسة، جنوب غربي القاهرة، وطرد متشددين إسلاميين كانوا قد سيطروا عليها طيلة نحو 35 يوما منذ فض اعتصامي أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميداني «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» يوم 14 أغسطس (آب) الماضي.

ونشرت وزارة الداخلية قواتها منذ صباح أمس على جميع مداخل ومخارج كرداسة بدعم قوي من وحدات عسكرية، ومشاركة المروحيات، وذلك لمنع هروب المسلحين من البلدة التي حولها إسلاميون متشددون لمقر عمليات ضد السلطة، وشهدت مذبحة بشعة في قسم شرطتها، راح ضحيتها 11 شخصا من ضباط وأفراد القسم، ومثل بجثثهم على أيدي عدد من المسلحين يوم 14 أغسطس الماضي.

وقالت مصادر أمنية إن «تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع بين الشرطة والإرهابيين»، وإن المواجهات أسفرت عن مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة، وإصابة 9 مصابين، بينهم 5 ضباط و4 مجندين. وضبطت الشرطة نحو 70 من المسلحين من بين المطلوبين على خلفية تورطهم في أحداث قسم شرطة كرداسة، والتعدي على رجال الشرطة وسحلهم والتمثيل بجثثهم، وتعهدت وزارة الداخلية بتطهير كرداسة من الخارجين عن القانون.

كما قال مصدر أمني رفيع المستوى في مديرية أمن الجيزة إنه «جرى تمشيط المناطق بحثا عن القيادي الإخواني عصام العريان بعدما ترددت أنباء عن وجوده بمسقط رأسه في قرية ناهيا المجاورة لكرداسة، كما جرى تمشيط عدة مناطق بحثا عن قيادات الجماعة الإسلامية عاصم عبد الماجد والأخوين عبود وطارق الزمر، إلا أنهم تمكنوا من الهروب قبل عمليات الاقتحام، وحثوا الشباب على الاستبسال، والوقوف ضد قوات الشرطة والجيش».

من جانبه نفى أشرف سيد، عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية لـ«الجماعة الإسلامية» في مصر، مسؤولية جماعته أو أتباعها عن أي أعمال عنف تحدث في البلاد حاليا. وأوضح سيد في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «قيادات الجماعة، أمثال طارق الزمر وعاصم عبد الماجد، موجودون بمصر، لكنهم متوارون حاليا خشية اعتقالهم والتنكيل بهم في ظل غيبة القانون والعقل».