قالت مصادر إن عملية خصخصة هيئة البريد الملكية في بريطانيا اجتذبت طلبات اكتتاب في جميع الأسهم المطروحة في غضون ساعات قليلة أمس، مما يشكل بداية قوية لعملية بيع من شأنها أن تجلب ملياري جنيه إسترليني (نحو 2.3 مليار دولار) للحكومة.
وهذه واحدة من أكبر عمليات الخصخصة في بريطانيا منذ أن باعت حكومة حزب المحافظين برئاسة جون ميجر السكك الحديدية في تسعينات القرن العشرين، وسيتمكن «البريد الملكي» من الحصول على رؤوس الأموال الخاصة التي يقول إنه يحتاج إليها لتحديث خدماته وتعزيز قدراته التنافسية في سوق مزدهرة لتوصيل الطرود.
وقالت الحكومة وهي تطلق الاكتتاب في أسهم الهيئة التي يبلغ عمرها نحو 500 سنة, إنها ستبيع حصة أغلبية بسعر بين 260 بنسا و330 بنسا للسهم لتتراوح القيمة الإجمالية للهيئة بين 6.2 مليار جنيه إسترليني و3.3 مليار (من 2.4 مليار دولار إلى 3.5 مليار).
وقال مصدران قريبان من العملية إنه بعد مرور ساعات تلقت الحكومة بالفعل طلبات اكتتاب في جميع الأسهم المطروحة، ولكنهما لم يشيرا إلى نطاق الطلبات. وإذا مارست الحكومة خيار زيادة التخصيص في حال كون الطلب قويا فقد تنخفض حصتها في الهيئة إلى 30 في المائة بعد العملية. وسيغلق باب الاكتتاب الذي يديره غولدمان ساكس ويو بي إس في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ومن المتوقع أن يبدأ تداول السهم في البورصة في 11 من أكتوبر. ويمثل هذا البيع رابع محاولة تقوم بها بريطانيا لخصخصة هيئة البريد الملكية التي يرجع تاريخها إلى عام 1516 حينما كانت الخيول هي وسيلة توصيل البريد من قصر الملك هنري الثامن.