وثائق «سي آي إيه»: السادات أثبت قدرته على قراءة مزاج المصريين

الاستخبارات الأميركية أبدت قلقها من تقارب «الإخوان» مع الرئيس الراحل

محمد أنور السادات
TT

قالت وثائق الاستخبارات الأميركية التي أفرج عنها أخيرا، والمتعلقة بالفترة التي قادت إلى توقيع اتفاق السلام المصري - الإسرائيلي في كامب ديفيد، إن السادات أثبت قدرته على قراءة مزاج المصريين، وإن اتفاقية كامب ديفيد وجدت شعبية لدى المصريين.

وتصف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، في وثيقة بتاريخ 23 أغسطس (آب) 1978، السادات بأنه ثوري ووطني متحمس، جاء من أصول ريفية إلى الحكم بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، وكان ينظر إليه باعتباره لا يملك القوة السياسية أو الفطنة, المطلوبة للنجاح، لكنه تمكن من تبديد هذه الصورة، وأثبت أنه زعيم معتدل وسياسي ودبلوماسي براغماتي. وعرف بواقعيته وذكائه السياسي وقدرته على اتخاذ قرارات مفاجئة وشجاعة. وتضيف الوثيقة المفرج عنها أن السادات يتفاخر بأصوله الريفية وحرصه على تلبية احتياجات شعبه، وكان يريد أن يذكره التاريخ بأنه الرجل الذي قام بتحسين حياة المواطن المصري على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. لكن الوثيقة تشير أيضا إلى أن السادات لم يكن لديه الفهم الكافي للاقتصاد أو الاهتمام بالشؤون الاقتصادية مقارنة باهتمامه بالشؤون السياسية، وأنه كان عندما يواجه مشكلات تتداخل فيها العوامل السياسية مع الاقتصادية فإن قراره يصبح متأثرا بالعوامل السياسية.

وفي وثيقة أخرى بتاريخ الأول من يونيو (حزيران) 1976 تحت عنوان «مصر وموقف السادات الداخلي»، تقول إن هذه دراسة أعدت تحت رعاية ضابط بالمخابرات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط (شطبت اسمه) إضافة إلى تحليلات وكالة الاستخبارات والأمن القومي ووزارة الخزانة واستخبارات القوات المسلحة. وتشير الوثيقة بوضوح إلى قلق الاستخبارات الأميركية من تقارب الإخوان المسلمين مع الرئيس المصري, ومخاطر تزايد نفوذها على المدى الطويل بعد أن استخدم السادات التيارات الدينية لمحاربة التيارات اليسارية والشيوعية.