الميليشيات تضع ليبيا على شفير الفوضى

مقاتلو مصراتة يدقون أبواب طرابلس

علي زيدان رئيس الحكومة الانتقالية مع عدد من المسؤولين خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في العاصمة طرابلس أمس (إ.ب.أ)
TT

وضعت الميليشيات المتناحرة في ليبيا أمس البلاد على شفير الهاوية، بعد أن وقعت اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من قبل تشكيلات شبه عسكرية، وسط عجز من قوات الجيش والشرطة عن احتوائها، وخلفت أكثر من 40 قتيلا و400 جريح. وتفجرت المواجهات بعد إطلاق مسلحين النار على متظاهرين طالبوا بخروج الميليشيات خارج العاصمة. وحذر رئيس الحكومة، الدكتور علي زيدان، من دخول أي قوات إلى مدينة طرابلس من خارجها «لأن ذلك قد يؤدي إلى مذبحة».

واستمرت المواجهات المسلحة بعد ظهر أمس في الضاحية الشرقية لطرابلس، بينما دق مقاتلون من مدينة مصراتة أبواب العاصمة، محاولين دخولها للانتقام لمن قتلوا خلال معارك وقعت يوم الجمعة الماضي. ورصد شهود عيان محاولة تقدم قافلة من عربات مسلحة من مصراتة باتجاه طرابلس.

وكشف زيدان في مؤتمر صحافي عقده أمس عن اندلاع مواجهات بمنطقة تاجوراء خلال محاولة مجموعات مسلحة قادمة من مدينة مصراتة الدخول إلى العاصمة عبر الطريق الساحلي من تاجوراء. وأهاب زيدان بالمجلسين المحليين والحكماء في مصراتة وتاجوراء تفادي أي أمر قد يحدث الآن والابتعاد عن التأجيج وضرورة ضبط النفس.

من جانبه أعلن العقيد مصباح الحرنة، آمر الكتيبة 101 التابعة لرئاسة أركان الجيش الليبي، عن مقتل أحد أفراد الكتيبة وجرح ثمانية آخرين في اشتباكات بين مجموعات مسلحة من مصراتة وأفراد من الكتيبة فجر أمس. وقال إنه «جرى اتفاق الليلة الماضية مع بعض سرايا مصراتة القادمة للدخول إلى مدينة طرابلس من الجهة الشرقية بالبقاء خارج منطقة تاجوراء حقنا للدماء، إلا أننا فوجئنا بهجوم مباغت فجرا على الكتيبة».

يشار إلى أن الميليشيات المتناحرة على مناطق النفوذ يرفضون إلقاء سلاحهم بعد سقوط العقيد الراحل معمر القذافي في خريف عام 2011، مما قوض من سلطة الحكومة المركزية وعطل صادرات النفط الليبية.