طرابلس في يومها الأول بعهدة الجيش «هدوء حذر واعتقالات»

جبل محسن وباب التبانة يفصل بينهما «شارع سوريا»

دبابة على جسر في طرابلس لمراقبة مصادر إطلاق النيران بين المنطقتين المتنازعتين أمس (أ.ف.ب)
TT

عاشت مدينة طرابلس اللبنانية أمس هدوءا حذرا، في يومها الأول بعهدة الجيش اللبناني لإعادة الاستقرار إليها، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات الدامية بين مسلحين من حي باب التبانة وآخرين من حي جبل محسن، على خلفية الأزمة السورية. ولم يشوش هذا الهدوء سوى اشتباكات متقطعة واعتقالات نفذها الجيش.

وأعلنت السلطات اللبنانية وضع المدينة بإمرة الجيش أول من أمس لوقف نزف الدم وجولات المعارك المستمرة. ولدى دخول قوات الجيش منطقة باب التبانة، ذات الغالبية السنية، اشتبكت مع بعض المسلحين في «شارع سوريا» الفاصل بينها وبين منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية، مما أدى إلى جرح رقيب في الجيش اللبناني.

وتطبيقا للخطة الجديدة، سيرت عناصر قوى الأمن الداخلي دوريات راجلة في شوارع المدينة وأقامت حواجز ثابتة عند مفترق الطرق ودققت في هويات المارة والسيارات.

وأعلن الجيش أنه أوقف 21 شخصا في منطقتي باب التبانة وجبل محسن لارتكابهم جرائم مختلفة، منها المشاركة في إطلاق النار.

وعلى الرغم من تلك الإجراءات، فإن أهالي المدينة لم يتوقعوا الكثير منها، فالانقسام بين المنطقتين يتجاوز حدود «شارع سوريا»، الفاصل بينهما.

ويكاد قول وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل: «إذا أردت أن تعرف ماذا يحدث في طرابلس، فعليك أن تعرف ماذا يجري في سوريا»، يختصر الحالة الطرابلسية التي تقف، عند كل تطور سوري، على شفير الانفجار.

وإذا كان الاحتقان السياسي والطائفي بين المنطقتين، اشتد على وقع الأزمة السورية، فإن تاريخه يعود إلى بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975.