وثائق مسربة تكشف إنشاء الحرس الثوري لشركات وهمية جديدة

طهران «مستعدة للتضحية بنفسها لحماية حزب الله»

TT

تلقى «الحرس الثوري» الإيراني، الضوء الأخضر لإنشاء شركات «واجهة»، تعمل لمصلحة جهات غير الجهة المعلنة، بهدف مواصلة البرنامج النووي.

وينتظر أن تعمل شركات الواجهة التي سينطلق معظمها من دبي، وتركيا، والنمسا، واليونان، وقبرص، بعد إخطار قصير المدى، لتحل محل الشركات التي قد تخضع للعقوبات الدولية.

وكانت شكوك راودت الاتحاد الأوروبي، بأن إيران تستخدم شركات واجهة للالتفاف على العقوبات الدولية. وهذه هي المرة الأولى التي تتأكد فيها هذه السياسة الإيرانية، بعد تسريب مرسوم سري جرت الموافقة عليه في جلسة للمجلس الأعلى للحرس الثوري الإيراني في طهران، في 22 أبريل (نيسان) 2013. وحصلت «الشرق الأوسط» من مصدر غير إيراني، يتمتع بعلاقات واتصالات تجارية واسعة مع إيران، على نسخة من مستند موقع من قبل نائب الرئيس، آنذاك، محمد رضا رحيمي، يوضح أن جميع الأعمال التجارية المرتبطة بمشروع إيران النووي، تتولى تنسيقها شركة «خاتم الأنبياء»، التي أنشأها الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ عقود تجارية وطنية كبرى.

على صعيد متصل, صرح رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني بأن «إيران مستعدة للتضحية بروحها من أجل الدفاع عن حزب الله»، وحذر الغرب من أنه «سيتلقى صفعة في حال توجيه كلام لاذع إلى حزب الله، والمقاومة».

وأشار لاريجاني في لقاء مع قيادات فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني إلى الرد الأميركي على إقدام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وضع إكليلا من الزهور على قبر قيادي حزب الله الراحل عماد مغنية، وقال: «لقد انتقد الأميركيون منذ أيام إبداء ظريف الاحترام لعماد مغنية، وقالوا إنه لا يوجد داع بأن يتوجه المسؤولون الإيرانيون لقبر قيادي في أحد التنظيمات الإرهابية، لكننا شاهدنا المسؤولين الأميركيين وهم يشاركون في تشييع (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق) آرييل شارون. فبأي حق يحتج الأميركيون على وضع وزير الخارجية الإيراني الورود على مقبرة عماد مغنية، وهم الذين قاموا بعمل يثير الاشمئزاز؟». ثم أشار لاريجاني في خطابه إلى دور شارون في مجزرة صبرا وشاتيلا.

ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن لاريجاني قوله أيضا إن «إيران ستدعم حزب الله إذا تعرض للاعتداء؛ لأنه فخر للعالم الإسلامي وهو الذي قصم ظهر إسرائيل».

ونظرا إلى تنفيذ اتفاق جنيف الذي أبرمته إيران والقوى الست العالمية بشأن ملفها النووي، واقتراب موعد مؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا، يسعى كبار المسؤولين الإيرانيين المحسوبين على التيار المحافظ إلى رفع معنويات القوات العسكرية، وتوحيد صفوفها أمام القرارات الصعبة التي قد تضطر إيران لاتخاذها في غضون الأشهر المقبلة.

ويعد علي لاريجاني من أحد القيادات السابقة في الحرس الثوري الإيراني، وارتقى بسرعة في مشواره السياسي منذ مطلع التسعينات، وبالتزامن مع قيادة مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي للبلاد. وتولى لاريجاني منصب وزير الثقافة، ورئاسة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية لمدة عشر سنوات، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني من 2005 إلى 2007. ويميل لاريجاني في مواقفه السياسية إلى المحافظين تارة، وإلى المعتدلين تارة أخرى.