أبناء بلدة تل أبيض السورية تحولوا من مقاتلين إلى لاجئين

(«الشرق الأوسط») تلتقي مقاتلي «أحرار الشام» في تركيا

TT

لا يفصل بلدة أقجة قلعة التركية عن بلدة تل الأبيض السورية سوى بضعة أمتار، لكن بالنسبة لمقاتلين من كتيبة «أحرار الشام» الذين يواجهون قوات النظام السوري وبعدها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، فإن الأسلاك الشائكة بين البلدتين وسيطرة المتطرفين على تل الأبيض تعنيان أن اللاجئين السوريين ينظرون إلى بيوتهم وأراضيهم عن بعد ولكن لا يمكن لهم حتى التفكير في العودة إليها.

والتقت «الشرق الأوسط» بمقاتلين من «أحرار الشام» في البلدة التركية، حيث أكدوا عزيمتهم مواصلة «الثورة» ضد النظام السوري على الرغم من تجدد التحديات مع انتشار «داعش» والانقسام في صفوف اللاجئين.

وتظهر الحيرة على أبو حسين، وهو مقاتل من بلدة تل أبيض يستطيع رؤية منزله على الجانب السوري الذي يسكنه مقاتلان من «داعش». ويقول «إنهما من مقاتلي التنظيم، أعرفهما لأنهما يرتديان الزي الباكستاني، كما يتميزان بلون ملابسهما السوداء». وكان أبو حسين يعمل حارسا في نقطة التفتيش التي أقامتها كتيبة أحرار الشام في معبر تل أبيض الحدودي مع الجانب التركي. وخلال عمله في نقطة التفتيش، كانت مهمة أبو حسين تتلخص في مقارنة أسماء المارين بالنقطة مع قائمة سوداء بأسماء مقاتلي نظام الأسد المطلوبين. غير أن الحال تبدل خلال عشرة أيام فقط، يقول أبو حسين ضاحكا «أما الآن، فصار اسمي مدرجا على قائمة سوداء».

وتعج شوارع مدينة أقجة قلعة التركية بالكثير من الرجال الذين كانوا يحملون صفة مقاتلين قبل عشرة أيام، أما الآن فقد صاروا لاجئين من دون نهاية واضحة للقتال في الأفق.