قلق أميركي ـ فرنسي من تأخير تسليم الأسلحة الكيماوية السورية

لا اختراق في جنيف.. وترحيل القضايا العالقة للجولة المقبلة

فاطمة خان، والدة الدكتور البريطاني عباس خان الذي قتل في سجن تابع للحكومة السورية، تواجه صحافية من وسيلة إعلام موالية للنظام السوري في جنيف أمس، بعد أن التقت خان مجموعة من الصحافيين في المقر الأوروبي للأمم المتحدة للحديث عن مقتل ابنها العام الماضي (أ.ب)
TT

أبدت الولايات المتحدة وفرنسا أمس, قلقهما إزاء تأخر تسليم الأسلحة الكيماوية السورية، بينما لم يحقق المفاوضون في جنيف, الذين يختتمون الجولة الأولى من المفاوضات اليوم, اختراقا في أي من المواضيع المطروحة. وبرز توجه نحو ترحيل القضايا العالقة إلى الجولة المقبلة.

وأعرب وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عن القلق بشأن تأخر سوريا في تسليم أسلحتها الكيماوية, وأكد على ضرورة أن تحل دمشق المشكلة. وقال للصحافيين في وارسو «لا أعرف ما هي دوافع الحكومة السورية، وما إذا كان ذلك ناجما عن عجز، أو أسباب تأخرهم في تسليم تلك المواد»، مضيفا أن «عليهم معالجة ذلك». وذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أول من أمس أن دمشق سلمت أقل من خمسة في المائة من أخطر أسلحتها الكيماوية. وأكد هيغل أن على «الحكومة السورية تحمل المسؤولية واحترام الالتزام الذي وقعته»، مشيرا إلى أنه تحدث حول ذلك مع نظيره الروسي سيرغي شويغو وطلب منه «القيام بما في وسعه للتأثير على الحكومة السورية».

وفي نفس الاتجاه, دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس إلى «اليقظة» بشأن خطة تدمير الأسلحة الكيماوية السورية التي يتأخر تطبيقها بحسب مصادر مقربة من منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية. وقال فابيوس للصحافيين «يبدو أن الحركة تباطأت, وعلى المجتمع الدولي أن يكون متيقظا جدا لجهة وفاء سوريا لتعهداتها».

وفي جنيف, لم يتفق وفدا الحكومة والمعارضة السورية إلا على الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح عشرات الآلاف الذين قتلوا في الصراع، في خطوة رمزية موحدة نادرة بعد مرور أسبوع على بدء المفاوضات. وأعلن أمس أن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا سيتوجه إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كما قالت مصادر دبلوماسية إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد سيلتقي مع مسؤولين روس في جنيف.

في غضون ذلك, قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إنه لا يتوقع تحقيق أي إنجاز جوهري في الجولة الأولى من محادثات السلام السورية التي تنتهي اليوم, لكنه يأمل في إحراز تقدم أكبر بالجولة الثانية المقرر أن تبدأ بعد نحو أسبوع. وقال إن الجانبين بحثا موضوع الإرهاب، وهناك اتفاق على أنه موجود في سوريا، لكن لا اتفاق على طريقة معالجته. وأعرب عن أمله في «استخلاص دروس مما فعلناه اليوم، وأن نقوم بعمل أفضل في الجولة المقبلة».

وقال دبلوماسيون إنه لم يجر احراز أي تقدم في القضايا الإنسانية وإن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ما زالت تنتظر السماح لها بدخول مدينة حمص الخاضعة لحصار, والتي تقول الولايات المتحدة إن سكانها يتضورون جوعا.

وبينما تريد المعارضة البدء بتناول مسألة كيان الحكم الانتقالي، تقول الحكومة إن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب.