ميليشيات ليبيا.. «دويلات» داخل الدولة

وزير العدل لـ «الشرق الأوسط»: جعلنا الوضع أكثر سوءا

TT

رغم مرور عامين ونصف العام على سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، فإن الميليشيات المسلحة لا تزال أقوى من الدولة، لدرجة أن أحد وجهاء مصراتة ويقول «إذا كنت أنت الدولة ولديك بندقية واحدة، وكان مواطنوك يحملون عشر بنادق، إذن فأنت في مأزق».

ويشير أنور، رجل الأعمال الناجح والشخصية البارزة في مصراتة، إلى ميليشيات الزنتان، التي تعتقل سيف الإسلام، الابن الأبرز للقذافي، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان ينبغي عليهم قتله عندما أمسكوا به. كان ذلك سيحل كثيرا من المشكلات».. مثله مثل كثير من الليبيين الذين يؤكدون أن ثوار الزنتان يستغلون سجينهم «الرفيع المستوى» ليكون ورقة تفاوض سياسية.

ورغم أن أغلب الميليشيات تقدم مصالحها الخاصة على الحكومة المركزية، فإن ميليشيات مصراتة أسرعت للدفاع عن الحكومة، مؤكدة أنه «إذا حاول الزنتانيون مهاجمة الحكومة فسوف ندافع عنها». وهو ما دعا البعض إلى القول إن ذلك يعود إلى أن قادة الحكومة مرتبطون بهم آيديولوجيا، وأنهم ينتمون جميعا إلى جماعة الإخوان المسلمين. لكن أنور يفند هذا الزعم بالقول إن الحكومة جرى انتخابها في عملية ديمقراطية، وإقالتها يجب أن تكون بذات الطريقة.

من جهته، يقول وزير العدل صلاح الميرغني من مكتبه بالوزارة التي تظهر في جدرانها آثار الرصاصات، واحتل أكثر من مرة على يد محتجين مسلحين «إذا قلت أي شيء في مؤتمر صحافي فقد أحظى بزيارة ثانية», مشددا على أن الحراسة لا تجدي نفعا مقابل العدد الكبير من المحتجين.

واعترف الميرغني قائلا «لدينا إدارة ضعيفة جدا في هذا البلد، وهو ما ورثناه من النظام السابق، بل إننا جعلنا الوضع أكثر سوءا»، مؤكدا بكل وضوح: «نحتاج إلى المضي قدما بشكل سريع لإصلاح النظام القضائي الذي يواجه تعثرا في ليبيا»، وهو ما من شأنه أن يسهم في إصلاح المنظومة الأمنية واستعادة دور الدولة.