تاورغاء دفعت ثمن استضافة قوات القذافي

«الشرق الأوسط» تلتقي عائلات النازحين

آثار الدمار تبدو واضحة في تاورغاء الليبية (صورة خاصة بـ «الشرق الأوسط»)
TT

بدت تاورغاء الليبية مدينة أشباح بعدما دفعت ثمن استضافة قوات القذافي. «الشرق الأوسط» أرادت رصد انقسامات الحرب في المدينة والتقت عائلات النازحين فيها.

ودفعت هذه المدينة التي كان يسكنها 40 ألف نسمة، ثمن ولائها للقذافي عندما قدم مقاتلوا مصراتة للأخذ بثأرهم بسبب الحصار الدموي الذي استمر ثلاثة أشهر ضد مدينتهم بعد أن استضافت تاورغاء قوات النظام التي كانت تطلق القذائف وصواريخ «غراد» باتجاه مدينة مصراتة. وعندما وصل الثوار طاردوا أهلها وأخرجوهم منها، ثم أشعلوا النيران في منازلهم للتأكد من أنهم لن يعودوا إليها مرة أخرى.. والآن المدينة خالية تماما من الحياة، وكل الذين فروا من مدينة تاورغاء ما زالوا يعيشون في مخيمات بائسة مؤقتة في طرابلس وبني وليد وبنغازي.

وبجانب الطريق السريع المزدحم على مشارف طرابلس تعيش في مجموعة من الثكنات التي كانت وحدات مؤقتة لإقامة عمال ثلاثمائة أسرة من مدينة تاورغاء، وتحكي كل واحدة منهن كيف جرى اعتقال زوجها وأبنائها الكبار من قبل ميليشيات مصراتة.

قالت إحداهن «كفى إراقة للدماء، نريد فقط أن يعود إلينا أبناؤنا الذين يقبعون في السجون في الوقت الحالي». أما «زهرة»، التي تسلمت جثة زوجها بعد توقيفه بشهر عند حاجز ميليشيا، فتقول إن جريمة زوجها الوحيدة هي أنه كان من أهالي بلدة تاورغاء.