الهرمل تحولت إلى ثكنة عسكرية.. وسكانها تأقلموا مع الصواريخ

«الشرق الأوسط» زارت المدينة اللبنانية المتاخمة للحدود السورية.. ولجان شعبية تدير أمنها

أكياس الرمل تحيط بمحل لتحويل الأموال في الهرمل (تصوير: حسين درويش)
TT

تحولت مدينة الهرمل اللبنانية، أحد معاقل حزب الله في البقاع قرب الحدود السورية، إلى مدينة أشباح، فطرقاتها تكاد تخلو من السيارات والمارة، باستثناء عناصر أمنية راجلة وأخرى تراقب على متن سيارات مدنية. واتسعت هذه الإجراءات بعد تعرض المدينة لثلاثة تفجيرات انتحارية، منذ 16 يناير (كانون الثاني) الماضي، وتبنتها مجموعات متشددة، قالت إنها تأتي ردا على تدخل حزب الله في القتال بسوريا.

وزارت «الشرق الأوسط» المدينة التي تبدلت صورتها منذ وقوع أول تفجير انتحاري فيها، بعدما «تأقلم» السكان مع الصواريخ التي ضربتها، انطلاقا من الأراضي السورية. ويقول علي ناصر الدين إن الأهالي «لم تخفهم الصواريخ التي كانت تسقط داخل الهرمل وكانوا يمارسون حياتهم الطبيعية».

وإلى جانب الإجراءات الرسمية التي اتخذها الجيش اللبناني، يتولى عناصر مدنيون يطلق عليهم «اللجان الشعبية» التدقيق بهويات الداخلين إلى المدينة.

ويقول نائب رئيس البلدية عصام بليبل لـ«الشرق الأوسط»، إن هؤلاء «غير منضوين في حزب الله»، مؤكدا أنهم «لجان شعبية تطوعت لحماية المدينة»، انتدبتها العائلات والعشائر.

وتعيش المدينة عزلة بعد أن كانت، تقليديا، مفتوحة على مدينتي القصير وحمص السوريتين. ويستخدم السكان معابر حدودية شرعية وأخرى للتهريب، تتيح لهم تلقي الخدمات الطبية بتكاليف منخفضة، إلى جانب شراء المواد التموينية من السوق السورية, مما أثر على القطاعين السياحي والتجاري في المدينة بنسبة 70 في المائة.

كما تغيرت معالم المدينة التي اختفت واجهاتها خلف أكياس الرمل. ويقول إبراهيم علو، صاحب مقهى «برهوم» الكائن وسط المدينة، إن وضع دشم من أكياس الرمل يهدف إلى «توفير مكان آمن للرواد الراغبين في تدخين النرجيلة أمام المقهى في الهواء الطلق».