تفكيك شبكة إرهابية في السعودية على صلة بـ«قاعدة اليمن» و«داعش»

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: فلسطيني مقيم في المملكة هو القائد الفعلي لشبكة 106.. وزعيم التنظيم المبايع السعودي مجرد واجهة

أجهزة حاسوب وهواتف جوالة ودوائر إلكترونية ضبطت لدى الخلية الإرهابية في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت السلطات الأمنية في السعودية يوم أمس عن تفكيكها لتنظيم إرهابي سعودي مرتبط بتنظيم «القاعدة في اليمن» و«داعش» في سوريا مكون من 106 أشخاص خططوا لاستهداف منشآت حكومية وأجنبية داخل المملكة، إلى جانب تخطيطهم لاغتيال شخصيات عامة تعمل في مجال الدعوة الدينية. وقال اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية إن 59 من أعضاء الخلية سعوديون وثلاثة من جنسيات أخرى (يمني وفلسطيني وباكستاني) إلى جانب 44 آخرين خارج المملكة رفعت بياناتهم للشرطة الدولية (الإنتربول) لملاحقتهم وتقديمهم للعدالة.

وكشف اللواء التركي في مؤتمر صحافي عن أن 35 من المقبوض عليهم سبق أن افرج عنهم, ومحاكماتهم لاتزال جارية. وذكر أن السيدتين ريما الجريش وأروى البغدادي هربتا بواسطة التنظيم المعلن عنه أمس. كما كشف عن أن التنظيم جهز معملا لتصنيع الدوائر الكهربائية المستخدمة في التفجير وتشويش الاتصالات والأجهزة. وأعلنت الداخلية السعودية عن ضبط مبلغ 900 ألف ريال و20 ألف دولار بحوزة أفراد الخلية التي كان من أولوياتها القصوى تهريب السجناء والنساء إلى أماكن وجود «القاعدة» وتحديدا في اليمن.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الخلية كان يقودها فلسطيني مقيم في السعودية سبق أن شارك في كتائب مقاتلة لتنظيم القاعدة رغم أن التنظيم المفكك بايع أحد السعوديين أميرا له كواجهة فقط. وأضاف مصدر أمني في حديث هاتفي أن الفلسطيني الموقوف تخصص في صنع الدوائر الكهربائية.

وقال اللواء منصور التركي في حديثه للصحافيين أمس إن الجهات الأمنية تأخذ ما يطرح على شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة على محمل الجد، موضحا أن السلطات المختصة تولت متابعة ذلك بعناية فائقة، وذلك بعد أن أصبحت تلك الشبكات ميدانا فسيحا لكل الفئات المتطرفة، إلا أنها أيضا كانت وسيلة سهلة لتواصل أصحاب الفتن في مواقع كثيرة، مما أدى إلى الكشف عن عناصر الخلية ومعرفة أهدافهم، وتجري ملاحقة آخرين عبر (الإنتربول).

من جهة أخرى, أوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الموقوف الفلسطيني كان أحد أعضاء تنظيم القاعدة خارج السعودية، وسبق أن كان قياديا في إحدى الكتائب التي تقاتل في الخارج، وتدرب على فنون القتال، وكيفية صنع الدوائر الإلكترونية وتحويلها إلى متفجرات.

وأشارت المصادر إلى أن الفلسطيني، استغل إقامته بالمملكة في خدمة أجندة التنظيمات الإرهابية، إذ يعمل خلف سعوديين يجري توريطهم في إدارة الخلايا وتوفير المأوى وتأمين التنقلات، واستخدامهم كأدوات لتنفيذ أي مخطط يستهدف أمن البلاد.