«أشباح» اليهود في وسط بيروت بعد عزلة طويلة

كثيرون بدلوا طائفتهم.. وتأهيل كنيس يعيدهم إلى الضوء

مقبرة يهودية في صيدا.. مدمرة ومهملة («الشرق الأوسط»)
TT

يكسر يهود لبنان، خلال الأسابيع المقبلة، عزلة طويلة عاشوها في بيروت ومحيطها، منذ أن قلب إعلان «دولة إسرائيل» عام 1948 أحوالهم رأسا على عقب، وحولهم إلى أشباح يفضلون الظلام على الضوء وممارسة طقوس طائفتهم بعيدا عن أعين الفضوليين والمشككين في انتمائهم اللبناني أولا.

كنيس «ماغن أبراهام» القائم في وادي أبو جميل بوسط بيروت والشاهد الأكبر على طائفة ساهمت في إغناء النشاط الثقافي والتجاري والمصرفي في مطلع القرن العشرين في لبنان، استعاد عافيته، بعد إعادة تأهيله من آثار الحرب الأهلية التي حولته ركاما. يهود لبنانيون حول العالم تبرعوا بالنسبة الأكبر من تكلفة إعادة إعماره، والتوجه، وفق ما تكشفه مصادر من يهود لبنان لـ«الشرق الأوسط»، لافتتاح رسمي قريب بعد تجهيز قاعته بالمقاعد والسجاد ووضع اللمسات الأخيرة عليه.

ليست أعداد يهود لبنان، الذين ما زالوا يقيمون في بيروت، كبيرة. كثيرون هاجروا منذ خمسينات القرن الماضي ولم يبق اليوم إلا العشرات من المسنين، الذين يحتفظ كل منهم بقصص وذكريات من أيام عز «وادي أبو جميل»، الحي البيروتي الذي لطالما احتضن يهود لبنان. بعضهم ما زال يجاهر بطائفته والبعض الآخر تنازل عنها، مفضلا تبديل طائفته لضمان تأقلمه مع المجتمع اللبناني.

تقرير مفصل تنشره «الشرق الأوسط» يسلط الضوء على أحوال الطائفة اليهودية في لبنان ويروي شهادات قلة من أبنائها ممن ما زالوا يجرؤون على البوح بانتمائهم الموازي لانتمائهم اللبناني.