منتصف الليل: سليمان إلى منزله.. ولبنان إلى الفراغ

جعجع مستمر في ترشحه.. والجميع في انتظار من يبلغ عون أنه لن يكون رئيسا

الرئيس اللبناني ميشال سليمان وزوجته يحييان الصحافيين والعاملين في القصر الرئاسي أمس (دلاتي ونهرا)
TT

تنتهي منتصف الليل ولاية الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي يغادر القصر الجمهوري في بعبدا مسلما سلطاته إلى الحكومة التي يرأسها تمام سلام، تاركا البلاد في عهدتها، وعهدة الفراغ الذي ينذر بتداعيات على عمل السلطتين التشريعية والتنفيذية، بعد أن لمح فرقاء مسيحيون في السلطة إلى أن ما قبل الفراغ ليس كما بعده.

وفيما تحولت مطالب السفراء، من ضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها وتفادي الشغور إلى المطالبة بتقصير عمر الفراغ، في تسليم واضح من الجميع به، شددت مصادر وزارية لبنانية على أن الفراغ يجب ألا يعني انفلاتا في الوضع اللبناني أمنيا وسياسيا، مستبعدة قيام رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون بالطلب من وزرائه الاستقالة من الحكومة، كما يشاع. ورأت أن الأجواء الإيجابية يجب أن تستمر. لكن صهر عون، وزير الخارجية جبران باسيل، أرسل رسالة سلبية بقوله قبيل الجلسة الأخيرة للحكومة في عهد سليمان «إن عمل الحكومة لن يكون بعد الفراغ كما قبله»، فيما أشار حزب الكتائب إلى أن عمل السلطة التشريعية لن يكون كما قبل الفراغ أيضا.

وتقول مصادر وزارية لبنانية واسعة الاطلاع، إن تيار المستقبل الذي يرأسه الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري ماض في حواره مع عون بغض النظر عن الانتخابات، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحريري كان واضحا في حواره مع عون بأنه ليس في وارد التخلي عن حلفائه، أو فرض أي أمر عليهم، خصوصا في الانتخابات الرئاسية. وقالت إن الحريري حض عون على التحاور مع بقية الأطراف المسيحية، وطالب جعجع بالمثل.

وقالت المصادر إنه ليس من واجب الحريري أن يبلغ عون أن الطريق مقفل أمامه للوصول إلى قصر بعبدا (انتخابه رئيسا) كما يتمنى بعض الزعماء، وبعضهم من الفريق المتحالف مع عون، بالإضافة إلى سفراء معنيين بالملف اللبناني، مشيرة إلى أن الفراغ مستمر إلى أن يقتنع الفريق الآخر بتقديم مرشح مقبول من الجميع. وأوضحت المصادر أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع لا يزال مرشح قوى «14 آذار» على الرغم من الفراغ المتوقع في منصب الرئيس، وأنه مستمر في ترشيحه، ولن ينسحب إلا إذا انسحب عون.