دعت القوى الغربية أمس إلى انتقال سياسي دون عنف في ليبيا, مبدية قلقها من مخاطر حدوث «فوضى» قبل شهر من الانتخابات التشريعية.
وحثت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا - الدول الثلاث التي قادت الهجوم العسكري للحلف الأطلسي في 2011 ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي - مختلف الأطراف الليبية على العمل من أجل «انتقال سلمي وديمقراطي». ووقعت البيان المشترك لهذه الدول الذي نشرته الخارجية الأميركية، أيضا، إيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي. وأبدت هذه الدول الغربية «قلقها العميق إزاء أحداث العنف المتكررة. ودعت الأطراف كافة إلى الامتناع عن اللجوء إلى القوة وتسوية خلافاتهم بالطرق السياسية». في غضون ذلك اتخذ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الموقف نفسه، إذ عد في كلمة ألقاها في مؤتمر موسكو الثالث للأمن الدولي, أن الوضع في ليبيا يثير قلقا متزايدا، مؤكدا أنه «وصل إلى طريق مسدود».
في غضون ذلك, تظاهر أمس آلاف الليبيين في عدة مدن، خصوصا العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي (شرقا)، تأييدا لعملية «الكرامة» العسكرية، التي تشنها قوات تابعة للواء خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي ضد الجماعات المسلحة المتطرفة، في مظاهرات سميت بـ«جمعة الكرامة» ووصفها مراقبون محليون بأنها الأكبر والأضخم من نوعها منذ سقوط نظام القذافي عام 2011.
وقال مشاركون في المظاهرة هاتفيا لـ«الشرق الأوسط» إن هذه المظاهرة موجهة بالأساس إلى المتطرفين في ليبيا ولدعم عملية «الكرامة» التي يقودها حفتر، وأشاروا إلى أن المتظاهرين الذين رفعوا أعلام الاستقلال وصور حفتر, رددوا أيضا هتافات مناوئة لمفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني ولجماعة الإخوان المسلمين. من جهته، كشف وزير العدل الليبي صلاح المرغني عن إقرار الحكومة الانتقالية لمشروع قانون لمكافحة الإرهاب في ليبيا وتقديمه إلى المؤتمر الوطني للموافقة على إصداره أو مجلس النواب المقبل.
وقال المرغني في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس, إن «مجلس الوزراء أقر المشروع وأرسله إلى المؤتمر الوطني، ولعل مجلس النواب المقبل ينظر فيه كأول أعماله لأهمية هذا الأمر، ولتسهيل التعامل مع هذه الظاهرة السلبية التي تؤرق مضاجع الليبيين، وتؤدي إلى قتلهم».
وفي مدينة بنغازي، قصف مجهولون أمس معسكر القوات الخاصة في المدينة بثلاثة صواريخ غراد، لكنها سقطت في ساحة المعسكر ولم تسفر عن سقوط ضحايا. وأصيب 20 مدنيا بجروح عندما سقطت قذيفة على أحد المنازل في بنغازي، حيث قال الناطق باسم مستشفى «الهواري» إن «20 شخصا من أسرة واحدة أصيبوا بجروح مختلفة الخطورة إثر سقوط قذيفة على منزلهم»، موضحا أنهم أصيبوا بشظايا.