طرد «داعش» من سامراء

استهداف المرقدين دق ناقوس الفتنة

مرقدا الإمامين
TT

دخلت المواجهات المسلحة بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والقوات العراقية مرحلة خطرة، عندما اجتاح مسلحو التنظيم المتطرف، المدعوم بعناصر من «القاعدة»، مدينة سامراء (شمال) صباح أمس، واستولوا على ستة من أحيائها، وبات مرقدا الإمامين العسكريين علي الهادي والحسن العسكري في مرمى نيرانهم، قبل أن تتصدى لهم قوات عراقية خاصة مسنودة بالمروحيات، وتقوم بطردهم. وكان المرقدان تعرضا في سنة 2006 إلى هجوم أطلق شرارة حرب طائفية في العراق.

وقالت الشرطة إنه جرى «تحرير» المدينة من أيدي تنظيم داعش، في عملية عسكرية واسعة النطاق. وأعلنت السلطات العراقية حالة التأهب في الكثير من المحافظات الغربية، لا سيما محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى، خشية هجمات تشنها عناصر «داعش» على مناطق استراتيجية فيها. وقالت مصادر أمنية إن المتشددين فجروا مركزا للشرطة وقتلوا عددا من عناصره قبل أن يواصلوا تقدمهم إلى المدينة على شاحنات صغيرة، وهاجموا حواجز تفتيش في طريقهم.

وقالت الشرطة إن المتشددين سيطروا على مبنى البلدية ومبنى الجامعة من الشرق ومن الغرب ليرفعوا عليهما راياتهم. واحتلوا أيضا أكبر مسجدين في سامراء وأعلنوا «تحرير» المدينة عبر مكبرات الصوت، وحثوا الناس على الانضمام إلى جهادهم ضد الحكومة. وقال مسؤولون إن المتشددين وصلوا إلى مسافة كيلومترين فقط من ضريح الإمام العسكري. وفرض حظر تجول في المدينة. وقال مصدر أمني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف الرئيس لـ(داعش) الآن إشعال فتنة طائفية من جديد باستعادة سيناريو أكثر خطورة مما حدث سنة 2006».

من ناحية أخرى، دخلت منظمة الصليب الأحمر الدولي مدينة الفلوجة, وللمرة الأولى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي, وسلمت شحنة مساعدات طبية إلى المدنيين. ووصفت المنظمة الوضع في هذه المدينة الخارجة عن سيطرة الدولة بأنه «عسير جدا».