الجيش اللبناني يتأهب لمواجهة الجماعات المسلحة

TT

نفذ الجيش اللبناني أمس، عملية دهم واسعة في جرود منطقة عرسال، بشمال شرقي لبنان؛ حيث ألقى القبض على عدد من المنتمين لتنظيمات وصفت بـ«الإرهابية» بعد سلسلة عمليات قتل وخطف قيل إن ملثمين نفذوها خلال الأيام الأخيرة، وطالت معظمها مخيمات للاجئين السوريين في جرود عرسال.

وأعلنت قيادة الجيش أمس أن الهدف من العملية كان «البحث عن مسلحين ومشبوهين في علاقتهم بنشاطات إرهابية»، ولفتت إلى «توقيف عدد من الأشخاص داخل مخيمات النازحين السوريين، بينهم أحد المنتمين إلى (كتائب عبد الله عزام) الإرهابية، إضافة إلى أربعة سوريين آخرين». وأشارت إلى أنه ضبطت «في حيازة الموقوفين كاميرات تصوير وأجهزة كومبيوتر وأقراص مدمجة، تثبت اشتراكهم في تدريبات مع مجموعات إرهابية». (تفاصيل ص4) وتزامنا مع عمليات الجيش اللبناني، شن الطيران الحربي السوري ثلاث غارات على محيط منطقة إجر الحرف ومحيط منطقة الطفيل عند الحدود اللبنانية - السورية، استهدفت عددا من المسلحين. كما كشفت مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الحكومة اللبنانية والأجهزة الأمنية المعنية تتأهب للتصدي لأي ارتدادات لتمدد «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في العراق. وكشفت المصادر عن أن «جلسة حكومية - أمنية ستعقد قريبا، يشارك فيها قادة الأجهزة الأمنية للبحث بالموضوع ووضع خطط استباقية لمواجهة أي محاولة لتمدد التنظيم المذكور في لبنان». وتابعت المصادر أن الأخطار في هذا المجال «تبقى محدودة حاليا، لكن يتوجب اتخاذ احتياطات وقائية، خصوصا أن التطورات الأخيرة جاءت متسارعة وغير محسوبة».

هذا، وينتشر في المنطقة المتاخمة لبلدة عرسال ومحيطها، وهي منطقة جردية ذات غالبية سنية وسط محيط شيعي تقع مباشرة على الحدود اللبنانية - السورية، عشرات المسلحين الذين فروا معظمهم من مناطق القلمون بعد سيطرة جيش النظام السوري ومقاتلي «حزب الله» عليها. وتعد بلدة عرسال حاليا أكبر تجمع للاجئين السوريين في لبنان بوصفها تستضيف 120 ألف لاجئ من أصل مليون و100 ألف مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين. وتضم البلدة اللبنانية الحدودية حاليا ما بين 35 و40 مخيما بعضها عشوائي وبعضها الآخر منظم من قبل جمعيات محلية. وتصاعدت الأسبوع الماضي عمليات القتل والخطف في المنطقة وسط شائعات عن إقدام عناصر من «جبهة النصرة» على تنفيذها.