الموصل مدينة واجهتها «داعش».. وهواها «النقشبندية»

«الشرق الأوسط» ترصد من داخلها نبض حياتها وآراء السكان

شباب يسهرون في مقهى بمنطقة الغابات السياحية بمدينة الموصل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

يقدم سكان ومسؤولون في الموصل صورا مختلفة عن المدينة التي تسيطر عليها حاليا الجماعات المسلحة, وفي مقدمتها ما يسمى «دولة الخلافة ــ داعش سابقا»، ويقولون إن وجود المسلحين محدودا بالشوارع وإنهم لا يلتقون بهم كثيرا ولا يتدخلون في شؤون الاهالي، بينما اشتكى سكان استطلعت آراءهم «الشرق الأوسط» من داخل المدينة, غياب الخدمات وانهم لم يتسلموا رواتبهم منذ شهرين.

وقال أثيل النجيفي، محافظ نينوى إن «داعش» تستعد للانسحاب من الجانب الأيسر من مدينة الموصل وتسليمه إلى (جيش الطريقة النقشبندية) المقربين من حزب البعث الفرع الذي يتزعمه عزة الدوري»، مشيرا إلى أن «هناك على ما يبدو شبه اتفاق بين (داعش) و(النقشبندية) للتخلي عن الجزء الأكبر من مدينة الموصل استعدادا لترك محافظة نينوى والعودة إلى قواعدهم في منطقة الجزيرة».

وأشار النجيفي إلى أن «الموصل ستعود لسيطرة الدولة خلال شهرين ومن دون تدخل عسكري؛ إذ إن الناس و(داعش) لا يريدون أي تدخل للقوات المسلحة التي تخلت عن الدفاع عن المحافظة»، معربا عن اعتقاده بأن (النقشبندية), الذين يتمتعون بشعبية في المدينة, سوف يعملون على إعادة المحافظة إلى الشرعية كونهم معتدلين وهم أصحاب طريقة صوفية وليسوا سلفيين مثل (داعش)».

من جهته أوضح الناشط المدني غانم العابد، المتحدث السابق باسم المتظاهرين في الموصل، أن وجود «داعش» في الموصل له وجهان، الأول إيجابي نسبيا حيث اختفت المظاهر الأمنية من الشوارع تماما، ولم تعد هناك مداهمات من قبل القوات الأمنية الحكومية، مشيرا إلى أن «أهالي الموصل لا يكادون يلمسون وجود مسلحي (داعش) في الشوارع، بل في نقاط التفتيش عند مداخل الموصل أو في الثكنات العسكرية التي كانت تابعة للجيش العراقي»، أما الجانب الآخر فهو سلبي ويتمثل في غياب الخدمات تماما وعدم صرف الرواتب للعاملين في الدولة.

ويقول عبد العظيم محمد خضير وهو ضابط عسكري سابق حول وجود المسلحين لـ«الشرق الاوسط»: «لقد خلصونا من إذلال وإهانات الجيش، وأعادوا لنا كرامتنا المهدورة».